للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفاتيكان أو آخر في مراكز طقوس بوذا، أو ثالث في كنيس يهودي (١)، وفيه ما يناقض اعتقاد هذا أو ذاك أو ذاك؟ لا نرضى ولا يرضى معنا كل موضوعيِّ الدنيا، وليس في رفضنا ما يُعارض حرية الأديان، وإنما يتماشى مع سلامة التعايش السلمي بين أتباع الديانات فوق هذه الأرض، وحفاظاً على أمن وقدسية المكان الذي نعتقد جازمين تلك القدسية والرفعة المرموقة فيه، لهذا لا نفتأ نقول: اللهمّ زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة وبرّاً، وزد مَن شرَّفه وعظَّمه ممَّن حجه واعتمره تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابةً وبرَّاً (٢).

اللهمّ! لا تجعلنا لقَدْر بيتك من الزاهدين، ولا عن قدسية بقعته من الغافلين، وأعطنا شهادة تلك البقاع الطاهرة لنا بالخير والطاعة، وأعنَّا لننأى فيها عن الجدال والخصام وسائر الآثام.

اللهمّ! احشرنا مع المؤمنين يوم تُزفّ الكعبة كالعروس، لنتعلق بأستارها، ونسعى حولها حتى تدخل بنا جنة عرضها السمواتُ والأرض أُعدَّت للمتّقين (٣).

إنّ أصحابَ الدعوات الحاقدة إذا كانوا يظنون أنهم بما تتفوّه به ألسنتهم سينالون من هذا البيت وقدسيته، فإنني أردُّهم هنا إلى كلامٍ صاغه في يومه شيخ الإسلام ابنُ تيميه في بيان رفعة هذا البيت وتعظيمه من قوله: "كذلك ما خصَّ به البيت الحرام من حين بناه إبراهيم إلى هذا


(١) هذا مع مراعاة أنني لا أقارن بين المسجد الحرام وأي موضع خاص بالعبادة، لكنني أقرّب بالتشبيه ما أسعى للوصول إليه.
(٢) قال الإمام محمد بن عبد الله الزركشي في إعلام الساجد بأحكام المساجد في الباب السابع عشر بعد المائةص ٢١٦: "إنّ من حَجّه أو اعتمره لا يزال يزداد هيبة وتعظيماً وبراً كما أمرنا بالدعاء له في قولنا: وزِدْ من عظّمهُ ممّن حجّه أو اعتمره تشريفاً وتعظيماً وبراً، وهذا المعنى حسن لمن تأمله".
(٣) في هذه العبارة إشارة واستئناس بما قاله الإمام الغزالي في الإحياء فصل: فضيلة البيت ومكة المكرمة ج ١ ص ٢٤٣، مع ملاحظة أن الزركشي في إعلام الساجد بأحكام المساجد للإمام بن عبد الله الزركشي ذكر هذا الكلام في الباب التاسع والثمانين بصيغة التضعيف "رُوِي" كما قال الحافظ العراقي في تخريجه على أحاديث الإحياء: لم أجدْ له أصلاً.

<<  <   >  >>