وَذكره فِي "اللِّسَان" وَنَقَلَ عَنِ الأَزْدِي أَنَّهُ قَالَ: "لا يَصِحُّ حَدِيْثُهُ".
وَعِنْدِي أَنَّ الأَزْدِي لا يُرِيْدُ بِهَذِهِ العِبَارَةِ هُنَا تَضْعِيْفَهُ بِهَا، كَمَا فَهِمَ الحَافِظ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-، وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهَا تَضْعِيْفَ حَدِيْثَهُ، وَأَنَّ حَدِيْثِهِ هَذَا لا يَصِحُّ إِسْنَادُهُ إِلَيْهِ. وَالحَامِلُ لِي عَلَى تَوْجِيْهِ عِبَارَةِ الأَزْدِي بِمَا سَبَقَ: أَنَّ الأَزْدِي نَفْسَهُ قَدْ عَدَّ أَيْفَع هَذَا فِي الصَّحَابَةِ - كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُ ذَلِكَ- وَالصَّحَابَةُ كُلُّهُمْ عُدُوْلٌ؛ فَهُمْ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يَتَكلَّمَ أَحَدٌ فِيْهِم!
تَنْبِيْهٌ:
قَالَ أَبُوْ الفَتْح الأَزْدِي فِي كِتَابِهِ "ذِكْر اسْمِ كُلِّ صَحَابِي رَوَى عَنْ رَسُوْلِ الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَيْفَعُ بْنُ كَلَال لَهُ صُحْبَةٌ". اهـ.
قُلْتُ: لَمْ يَتَفَرّدِ الأَزْدِيُّ، بَلْ قَدْ ذَكَرَهُ فِي الصّحَابَةِ: أَبُوْ بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْليُّ، وَعَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّد المَرْوَزِيُّ، وَتَبِعَهُم أَبُوْ مُوْسَى المَدِيْنِي (١).
وَتَعَقَّبَهُمَا الحَافِظُ أَبُوْ مُوْسَى الرُّعَيْنِي الأَنْدَلُسِي فَقَالَ فِي "الجَامِع" بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ أَنَّهَمَا ذَكَرَاهُ فِي الصَّحَابِةِ: "قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِم: أَيْفَعُ بْنُ عَبْدٍ يَرْوِي عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْد". فَإِذَا هُوَ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِيْن". اهـ. وَأَقَرَّهُ مُغْلَطَاي فِي "الإِنَابَة".
وَقَالَ الذَّهَبِي فِي "تَارِيْخِهِ": "أَرْسَلَ حَدِيْثَيْنِ عَنِ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-، قَدْ غَلِطَ غَيْرُ وَاحِدٍ وَعَدَّهُ فِي الصَّحَابَةِ، مِنْهُم: عَبْدَان المَرْوَزِيّ، وَأَبُوْ بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْليّ، وَأَبُوْ الفَتْحِ الأَزْدِيّ، وَاغْتَرُّوا بِمَا أَرْسَل". اهـ.
وَقَالَ الحَافِظُ فِي "الإِصَابَةِ": "تَابِعِيٌّ صَغِيْرٌ".
وَقَالَ مَرَّةً: "لا يَصِحُّ لأَيْفَعَ سَمَاع مِنْ صَحَابِي؛ وَإِنَّمَا ذَكَرَ ابْنُ أَبِي حَاتِم
(١) "أُسْد الغَابَة".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute