قَالَ الحَافِظُ فِي "التَّعْجِيْل": وَقَوْلُ مُحَمَّد بْنِ جَعْفَر هُوَ الصَّوَاب -ثُمَّ ذَكَرَ مُتَابَعَة أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسِي، وَسُلَيْمَان بْنِ حَرْب لَهُ- وَقَالَ: فَهَذَانِ حَافِظَانِ وَافَقَا مُحَمَّد بْنَ جَعْفَر عَلَى تَسْمِيَتِهِ، وَشَذَّ عَفَّان فَسَمَّاهُ سَعِيْدا، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُوْنَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ شُعْبَة.قُلْتُ: أَمَّا وَجْهُ تَخْطِئَة عَفَّان فَلِقَوْلِ الشَّافِعِي فِي "الأَم" (٢/ ٢٣٥/ ٢٠٠): "العَدَدُ أَوْلَى بِالحِفْظِ مِنَ الوَاحِد".قَالَ السَّخَاوِي فِي "فَتْحِ المُغِيْث" (١/ ٢٦): أَي: لِأَنَّ تَطَرُّقَ السَّهْو إِلَيْهِ أَقْرَب مِنْ تَطَرّقِهِ إِلَى العَدَدِ الكَثِيْر، وَحِيْنَئِذٍ فَردُّ قَوْلِ الجَمَاعَة بِفَوْلِ الوَاحِد بَعِيْد.وَأمَّا وَجْهُ احْتِمَال أَنْ يَكُوْنَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ شُعْبَة فَلِقَوْلِ أَبِي الحَسَن الدَّارَقُطْنِي كَمَا فِي "العِلَل" (١١/ ٣١٤/ س ٢٣٠٥): "وَكَانَ شُعبَة رَحِمَهُ الله يَغلَطُ فِي أَسْمَاءِ الرِّجَال؛ لِاشتِغالِهِ بِحِفظِ المَتنِ". والله أعلم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute