وفي بياك خمسة أقوال قال الفراء معناه كمعنى حياك وهو كقولهم بعداً وسحقاً ودخلت الواو لمّا خالف لفظه وقال الأحمر معناه حياك الله وبوأك منزلا فتركت العرب الهمز وأبدلوا من الواو ياء ليزدوج الكلام فتكون بياك على مثل حياك وقال أبو زيد وأبو مالك حياك الله وبياك معناه حياك وقربك وقال ابن الأعرابي معناه قصدك بالتحية وقال الأصمعي معنى بياك أضحكك ذهب إلى قول المفسرين وذلك أنهم زعموا أن قابيل لما قتل هابيل مكث آدم سنة لا يضحك فأوحى الله إليه حياك الله وبياك قال وما بياك قال أضحكك فضحك. وأنشد ابو محمد للحذلمي شاهدا على أن بياك اعتمدك:
باتت تبيا حوضها عكوفا ... مثل الصفوف لاقت الصفوفا
وأنت لا تغنين عني فوفا ... ثم تقول أعطني التشريفا
يصف الإبل ومشيها إلى الحوض لتشرب شبهها بالصفوف من الناس التي تلقى مثلها وقوله وأنت يعني امرأته لا تغنين عني فوفا وذلك أن تسأل رجلا فيقول بظفر إبهامه على ظفر سبابته ولاذا ومنه الفوف وهو البياض في أظفار الأحداث يقول وأنت لا تعينيني على عمل بشيء مما أحتاج إليه ثم تريدين أن أمدحك وأشرفك من غير استحقاق والتشريف ذكرها بالجميل ومدحها وقوله عكوفا أي عاكفة والعاكف المقبل على الشيء والملازم له قال وأنشد ابن الأعرابي لرويسد الأسدي:
فينا لبيد وأبو محياه ... وعسعس نعم الفتى تبيّاه
لبيدا اسم رجل هو في اللغة الجوالق الصغير. وأبو محياه رجل كنى بماءة في بلاد بني أسد تسمى محياه. وعسعس أيضا اسم رجل يقال هو عسعس بن سلامة وكان مذكوراً في صدر الإسلام ويقع في بعض النسخ ومنه التحيات لله يراد الملك لله قال عمرو بن: