[باب ما يهمز من الأسماء والأفعال والعوام تبدل الهمزة فيه أو تسقطها]
قال أبو محمد " وهي الكمألأة بالهمز والواحدة كمء " هذه الكلمة جاءت شاذة لأن القياس أن يكون الواحد بالهاء واسم الجنس بغير هاء كتمرة وتمر وحبة وحب وشعيرة وشعير فجاءت هذه الكلمة مخالفة للقياس قال يونس هذا كمء لواحد الكمأة مذكر فإذا أرادوا جمعه قالوا هذه كمأة قال أبو زيد قال منتجع بن نبهان كمء واحدو كمأة الجمع وقال أبو خيرة كمأة للواحد وكمء للجمع وهذا القول على القياس إلا أن الأكثر بخلافة قال رؤبة كمء وكمأة كما قال منتجع.
قال أبو محمد " أزللت إليه زلة ولا يقال زللت " قال كثير:
وإني وإن صدّت لمثنٍ وصادق ... عليها بما كانت إلينا أزلت
يقول أنا معترف بما أحسنت إلي واصطنعته عندي من الجميل لا أكفره وإن أعرضت عني وهجرتني وقد اعترض الشرط بين اسم أن وخبرها فسد خبرها مسد الجواب.
[باب ما لا يهمز والعوام تهمزه]
قال أبو محمد " هزلت الدابة وعلفتها " وأنشد:
إذا كنت في قومٍ عدىً لست منهم ... فكل ما علفت من خبيث وطيب
هذا الشعر لمالك أو الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دوران بن أسد بن خزيمة وقبل هذا البيت:
لعمري لرهط المرء خير بقية ... عليه وإن عالوا به كل مركب
من الجانب الأقصى وإن كان ذا غنى ... جزيل ولم يخبرك مثل مجرب
تبدلت من دوران قسراً وأرضها ... فما ظفرت كفّي ولا طاب مشربي
إذا كنت البيت. واسم دوران سالم ولقب دوران لأنه كان يقول لقومه كل يوم قد آن حلول الديدان في الأبدان فاتركوا اللهو والزموا الجد فقد أبادت الدنيا الأمم والآباء وستفنى الباقين والأنباء. كان هذا الشاعر فارق قومه وتحول إلى قشرٍ وقشر من قبائل اليمن فلم يحمد جوارهم وظلموه فأوصى ابنه وقال له إذا كنت في قوم