للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذهب طرفة بفخ له ونصبه للقنابر وقعد عليها عامة يومه فجعلن يحدن عن الفخ وينقرن ما حوله ثم انتزع فخه من التراب ورجع إلى عمر وأصحابه فلما تحملوا وركبوا جعلت القنابر يلتقطن ذلك الحب الذي ألقاه لهن فرآهن فقال عند ذلك هذه الأبيات وبعدها.

لا بد من أخذك يوماً فاصبري.

قال أبو محمد " وهي القوصرة " وأنشد:

أفلح من كانت له قوصرّة ... يأكل منها كل يوم مرة

معنى قوله أفلح أي فاز بالعيش والنعمة وأصل الفلح والفلاح البقاء ويقال لكل من أصاب خيرا مفلح والقوصرّة وعاء من قصب يكنز فيه النمر وربما خففت وهو ههنا كناية عن المرأة كما يكنى عنها بالقارورة ومثله: أفلح من كانت له مزّخه.

وهي مفعلة من الزخ وهو النكاح.

وقول الأصمعي عنست المرأة إذا كبرت ولم تزوج فهي معنّسة ولا يقال عنست قال يوسف بن أبي سعيد هذا على أنهما قد رواهما في قول الهذلي.

حتى أتت أشمط عانس.

وفي قول الآخر: والعانسون ومنا المراد والشيب.

وفي قول الأعشى.

والبيض قد عنست.

[ومن باب ما جاء خفيفا والعامة تشدده]

قال أبو محمد عنبٌ ملاحيّ مخففة اللام من الملحة وهو البياض وأنشد الأصمعي.

ومن تعاجب خلق الله غاطية ... يعصر منها ملاحيّ وغربيب

<<  <   >  >>