للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من ذوات الياء والواو وذلك أن فعل إذا كانت فاؤه واواً تحذف في المستقبل لوقوعها بين ياء وكسرة ويعل المصدر لاعلال الفعل فيقال وعد يعد عدة وكان الأصل يوعد وعدة فوجد يجد على القياس ويجد بالضم على غير قياس لأنه على يفعل وإذ جاء كذلك فكان حقه أن يقال يوجد لأن الواو لم تقع بين ياء وكسرة فتحذف لاط حبه بقلبي لصق طباني دعاني ماهت الركية كثر ماؤها.

ومن معتل فعل قال أبو محمد " لم يأت فعل يفعل بالفتح في الماضي والمستقبل إذا لم يكن فيه أحد حروف الحلق إلا في حرف واحد جاء نادرا وهو أبى يأبى قال وزاد أبو عمرو وركن يركن " قد جاء غير ذاك وهو قلا يقلا وسلا يسلا وجبا يجبا ووجهه أن الألف أخت الهمزة والهمزة حرف حلق فهو كقرأ يقرأ إذا لينت همزته فقلت قرا يقرا وأما ركن يركن فمركب من لغتين يقال ركن يركن وركن يركن. ومن فعل يفعل قالوا فضل يفضل وهو مركب ايضا من لغتين فضل يفضل كعلم يعلم وفضل يفضل كقتل يقتل فأخذ مستقبل فضل فركب على ماضي يفضل فقالوا فضل يفضل. ومن معتل فعل يفعل أيضا مت ثم قالوا تموت وكذلك دمت ثم قالوا تدوم وهذان أيضا أخذا من لغتين وذلك أن قوما يقولون مت تمات ودمت تدام على القياس فأخذ قوم لغة الذين كسروا الماضي فتكلموا بها وأخذوا لغة الدين ضموا المستقبل فتكلموا بها فخرجت عن القياس وليس في الكلام فعل يفعل سوى هذه الثلاثة.

[باب المبدل]

قال أبو محمد " وصيت الشيء بالشيء ووصلته " وأنشد لذي الرمة بيتاً قبله:

نؤم بآفاق السماء وترتمي ... بنا بينها أرجاء داوية غبر

نصى الليل بالأيام حتى صلاتنا ... مقاسمة يشتق أنصافها السفر

يقول إنما نقصد الطريق بآفاق السماء يقول نهتدي بالسماء وكواكبها فإذا لم تكن كواكب اهتدينا بالمشرق والمغرب والأرجاء النواحي وبينها الهاء للدوية أي نأخذ مرة كذا والدوية المستوية التي تسمع فيها دوياً وغبر جمع أغبر صفة للأرجاء ونصي نواصل يقال وصى يصي وصيا إذا

<<  <   >  >>