للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سواد وجعلها شهباء لما فيها من بياض السلاح في حال السواد والمنكب من كل شيء مجمع عظم العضد والكتف وحبل العاتق من الإنسان والطائر وكل شيء وأراد بالمناكب النواحي والشارف الناقة المسنة واستعاره للكتيبة. ما برحوا يعني أصحاب علي وصبروا حتى رأى الله صبرهم وحتى أظهر أهل الشام المصاحف ودعوا إلى التحكيم والقصة معروفة. قال أبو محمد " بعضهم يجيز نصف النهار ينصف إذا انتصف " وأنشد للمسيب بن علسٍ:

نصف النهار الماء غامره ... ورفيقه بالغيب ما يدي

أراد انتصف النهار والماء غامره لم يخرج منه ذكر غائصا أنه غاص وانتصف النهار ولم يخرج من الماء وشريك الغواص ما يدري ما يلقى الغواص من الشدة والجهد في طلب الدرة التي غاص من أجلها والماء مبتدأ وغامره خبره والجملة في موضع الحال وإذا كانت الجملة حالا كان فيها عائد إلى ذي الحال فإن لم يكن فيها عائد لم يكن من الواو بدّ لتسد مسد العائد.

قال أبو محمد " أجمع فلان أمره فهو مجمع إذا عزم عليه " قال الشاعر:

نهلّ ونسعى بالمصابيح وسطها ... لها أمر حزم لا يفرّق مجمع

المصابيح هنا جمع مصباح وهو إناء يسقى فيه الصبوح شرب الغداة يقول نسعى على الضيفان بهذه الآنية نسقيهم فيها اللبن وقوله لها أمر حزم يعني للمرأة التي هي أمّ مثواهم أي لها جودة رأي غير منتشر ولا متفرق لأنها أشارت بمذق اللبن لقصوره عن كفاية الضيفان لأنه يقول في البيت الذي بعده:

نمدّ لهم الماء لا من هوانهم ... ولكن إذا ما ضاق شيء يوسع

باب ما يكون مهموزاً بمعنى وغير مهموز بمعنى آخر

قال أبو محمد " ونكيت في العدو أنكى نكايةً قال أبو النجم ".

ننكي العدى ونكرم الأضيافا.

ننكي العدى أي نوقع بهم ونبالغ في عقوبتهم والأضياف جمع ضيف وفعلٌ لا يجمع في القلة على أفعال إلا إذا كانت عينه معتلة فلذلك جمع على أفعال وسمي النازل على القوم ضيفا لأنه مال إلى من نزل عليه والإضافة الإمالة.

<<  <   >  >>