للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول فأنا اتركم واغفر ولا أكون مثل الحارث بل أعفوا وأصفح وأنشد أبو محمد لليلى الإخيليه:

أعيرتني داء بأمك مثله ... وأي حصان لا يقال لها هلا

تهجو النابغة الجعدي وترد عليه قوله.

ألا حييا ليلى وقولا لها هلا قالت تعيرني داء بأمك مثله فغلبته. هلا زجر تزجر به الفرس الأنثى إذا نزا عليها الفحل لتقر وتسكن وهذا مثل ضربه يقول وأي أنثى ليست كذلك. وقد نهى ابن قتيبة عن تعدية عيرت بالباء واستعمله هو في قوله أن قريشا كانت تعير بأكل السخينة وكذلك عامة العلماء ينهون عن الباء في عيرته بكذا ويستعملونه في كلامهم.

[باب ما جاء فيه لغتان استعمل الناس أضعفهما]

قال أبو محمد " يقولون نصحتك وشكرتك والأجود نصحت لك وشكرت لك " ثم أنشد للنابغة الذبياني:

نصحت بني عوف فلم يتقلوا ... رسولي ولم تنجح لديهم وسائلي

يعني بني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان وكان حذرهم أن يغزوهم عمرو بن الحارث الأصغر الغساني ويروى رسائلي ووسائلي أي رسالتي والوسائل جمع وسيلة وهو ما يتوصل به إلى الإنسان. قال أبو محمد ويقولون للمرأة هذه زوجة الرجل والأجود زوج وزوجة قليل قال الفرزدق:

وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي ... كساع إلى أسد الشرى يستبيلها

قال ذلك حين وقع بينه وبين النوار بنت أعين زوجته شر فخرجت من أجل ذلك مستعدية إلى عبد الله بن الزبير ولها حديث يقول من سعى في فساد امرأتي كمن سعى إلى الأسد ليأخذ بولها في يده يريد أن من يتعرض لي كمن يتعرض

<<  <   >  >>