لا تعديه أولا يعدى والعامة تعديه " قوله " إياك وإن تفعل كذا ولا تقول إياك أم تفعل بلا واو ألا ترى إنك تقول إياك وكذا ولا يقال غياك كذا " العلة في ذلك أن لكل واحد من الاسمين فعلا ينصبه مقدرا غير فعل صاحبه وهو معطوف عليه بالواو فإذا قال إياك والشر فالتقدير احفظ نفسك واتق الشر قال الشاعر:
فإياك والأمر الذي إن توسعت ... موارده ضاقت عليك المصادر
وكذلك المثل فإياه وإيا الشوابّ. قال " وقد جاء في الشعر وهو قليل " وأنشد عجز بيت وأوله: إلا أبلغ أبا عمر رسولا وإياك المحاين أن تحينا الرسول هنا الرسالة قال الشاعر:
لقد كذب الواشون ما بحت عندهم ... بسر ولا أرسلتهم برسول
أي برسالة والمحاين المهالك وتحين تهلك يريد أحذرك المهالك أن تقع فيها فتهلك. قال أبو محمد " وتقول كاد فلان يفعل كذا ولا يقال كاد أن يفعل " إنما لم يستعمل كاد بأن لأن كان لمقاربة الفعل ومشارفته وأن للاستقبال والتراخي وقرب وقوع الفعل خلاف بعده لكن كاد شبهت بعسى فاستعملت بغير أن كما شبهت عسى بكاد فاستعملت بغير أن في نحو قوله.
عسى الهمّ الذي أمسيت فيه.
وأنشد.
قد كاد من طول البلى أن يمصحا.
يمصح يذهب ومعنى البيت أن ما أتى عليه من الدهر قد قارب دروسه.