للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنما هو من طاء يطاء إذا ذهب في الأرض فهو فيعل من هذا لأنهم انتقلوا عن منازلهم التي كانوا بها وأرضهم إلى أرضين آخر.

[باب آخر من صفات الناس]

قال أبو محمد " اصطلب الرجل إذا جمع العظام فطبخها ليخرج ودكها فيأتدم به " وأنشد للكميت بن زيد الأسدي ويكنى أبا المستهل:

واحتل برك الشتاء منزله ... وبات شيخ العيال يصطلب

يصف شدة الزمان وجدبه واحتل وحل واحد والبرك والبركة الصدر يريد ذلك معظم الشتاء وإذا اشتد البرد أجدبت البادية وقل الطعام فيها وأحتاج صاحب العيال إلى الاحتيال. وأنشد أبو محمد لأبي خراش واسمه خويلد بن مرة الهذلي بيتا قبله:

كأني إذ عدوا ضمنت رحلي ... من العقبان خايته ظلوباء

جريمة ناهض في رأس نيق ... ترى لعظام ما جمعت صليبا

بزه سلاحه يقول كأني إذ عدوا إلى الغارة ضمنت بزى أي ركبت فرسا كالعقاب والجريمة الكاسبة والناهض فرخها والنيق أرفع موضع في الجبل وثم يكون وكر العقاب يقول ترى لعظام ما جمعت من صيدها عند وكرها صليبا أي ودكا والخايتة العقاب يقال خاتت العقاب إذا انقضت يصف سرعة عدو فرسه:

[باب معرفة في السماء والنجوم والأزمان والرياح]

قال الزجاج السنة أربعة أجزاء لكل ربع منها سبعة أنواء كل نوء منها ثلاثة عشر يوما ويزاد فيها يوم واحد لتكمل أيام السنة ثلاثمائة وخمسة وستين يوما وهذا ما تقطع به الشمس بروح الفلك كلها فإذا نزلت الشمس يوما من هذه المنازل سترته لأنها تستر ثلاثين درجة خمس عشرة درجة خلفها وخمس عشرة درجة أمامها فإذا انتقلت عنه ظهر فإذا اتفق أن يطلع منزل من هذه المنازل مع الغداة ويغرب رقيبه فذلك النوء وهو مأخوذ من ناء ينوء إذا نهض متثاقلا والعرب تجعل النوء للغارب لأنه ينهض للغروب متثاقلا على ذلك أكثر أشعارها وبعضهم يجعله للطالع وهو مذهب المنجمين لأن الطالع له التأثير والقوة والغارب ساقط ولا قوة وقال الحربي جعلوا النوء للساقط من المغرب

<<  <   >  >>