هيجها نضج من الطل سحر ... وهزت الريح الندى حتى قطر
لو عصر منه البان والمسك انعصر النشر الريح الطيبة والفغمة الرائحة تملأ الخياشيم يقال منه فغمتني رائحة الطيب إذا سدت خياشيمك وتردين لبسن والزهر من النور الأصفر والنضج الرش وهزت حركت يصف المرأة بكثرة الطيب يقول لو عصر منها الطيب لانعصر شبه ريح المرأة بريح الروضة وقيل بل الضمير منها يعود إلى الروضة أي المسك ينعصر من الروضة.
قال أبو محمد وإذا جاء الفعل على فعل لم يخففوه نحو ضرب وأكل وقتل لأنهم لا يستثقلون الفتحة وقد قال الأخطل:
وما كل مغبون وإن سلف صفقة ... براجع ما قد فاته برداد
أصل الغبن في اللغة ثني الشيء من دلو أو ثوب لينقص من طوله فالغبن في الشراء نقصان الحظ أو نقصان العقل ونظر الحسن إلى رجل غبن آخر في بيع فقال إن هذا يغبن عقلك قال أحمد بن يحيى أي ينقصه وسلف صفقة الصفق في البيع والبيعة ضرب اليد على اليد والرداد أن يرد كل واحد على صاحبه ما أخذ منه.
ومن باب ما جاء على مفعل فيه لغتان مفعلٌ ومفعلٌ
قال أبو محمد قال أكثرهم موحلٌ وقال بعضهم موحلٌ وأنشد للمتنخل الهذلي:
فأصبح العين ركودا على ال أوشاز أن يرسخن في الموحل
العين بقر الوحش وركود سكون ثوابت على الأوشاز مخافة الغرق من هذا السيل والوحل والأوشاز جمع وشز كالإنسان وهو ما ارتفع من الأرض والركود القيام جمع راكد وهو الساكن الثابت يقال بات فلان راكدا أي قائما يصلي منتصبا وصف قبل هذا البيت غثاء ملأ الأودية وقلع الشجر حتى التجأت الوحش خوفا من أن ينالها إلى الأماكن المرتفعة لئلا ترسخ في الوحل وصف المطر بالكثرة.
ومن باب أَفْعلَ وَفَعِل
قال أبو محمد وأوجل ووجل وأنشد:
لعمرك ما أدري وإني لأوجل ... على أينا تعدو المنية أول