قوله تلسنني أي تأخذني بلسانها والموهون الضعيف من الكبر وقيل في الفقرانه من قولهم أفقرك الصيد فارمه وفقر إذا تمكن منه الرامي وصف امرأة وقال لا أصبرعلى ما يسوؤني من كلامها لأني شاب كريم يرغب فيه وليس في عيب احتملها لأجله وقد عابوا عليه ذلك وقالوا مخاصم وليس بمحب لأن المحب من شأنه الخضوع لحبيبه أبدا.
قال أبو محمد " فإذا أطعمه الناس فهو تامرٌ قال الحطيئة ":
هلا غضبت لرحل جا رك إذ تنبّده حضاجر
أغررتني وزعمت أن ك لابنٌ بالصيف تامر
يخاطب الزبرقان بن بدر وكان الزبرقان ضمن له أن يحسن جواره فجفته امرأة الزبرقان في غيبته فتحول عنه إلى بني أنف الناقة بن قريع وهجا الزبرقان وهلا تخضيض وحضاجر اسم من أسماء الضبع وهذا بناء غريب جاء على أبنية الجمع وهو للواحد وهذا مثل ضربه لامرأة الزبرقان أي هي في الحمق وتضييعها امره بمنزلة الضبع ويقال إن الضبع احمق الدواب وتنبذه تلقيه وتفرقه ويريد بقوله اغررتني بأنك توسع عليّ التمر واللبن وان عندك منهما ما فيه كفايتي فلم اجد ذلك كما وصفت.
[باب المصادر المختلفة عن الصدر الواحد]
قال ابو محمد " وأبلاه الله يبليه ابلاء حسنا قال زهير ":
فرحت بما حدثّت عن سيديكم ... كانا امرأين كل شأنهما يعلو
جزى الله بالاحسان ما فعلا بكم فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو ويروى كل امرهما أي فرحت بالحمالة التي حملاها وروى الاصمعي رأى الله بالاحسان أي رأى فعلهما حسنا فأبلاهما أي صنع الله اليهما خير الصنيع الذي يبتلى به عباده والانسان يبلى بالخير والشر فيقول ابلاهما خير ما يبلو به. وقوله " حفيت الدابة حفى إذا رق حافرها وحفى يحفى فهو حافٍ والأول حف " إذا مشى الرجل بلا نعل فهو حافٍ وإذا رقت قدمه فهو حفٍ قال يونس ويتداخلون فيوضع احدهما موضع الآخر قال الرجز: كل الحذاء يحتذي الحافي الوقع