للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأني قد كبرت ورق عظمي ... فلا تشغلكم عني النساء

وإن كنايني لنساء صدق ... وما آلى بنيّ ولا أساؤا

إذا كان الشتاء فأدفئوني ... فإن الشيخ يهدمه الشتاء

وأما حين يذهب كل قرّ ... فسربال خفيف أو رداء

إذا عاش الفتى مائتين عاماً ... فقد ذهب البشابة والفتاء

ألا لافتتاح الكلام وقوله فأشرار البنين لكم فداء وصفهم بالبر وقوله فلا تشغلكم عني النساء يقول لا يشغلكم عن تفقد أموري وإصلاحها نساؤكم والكنائن جمع كنة وهي امرأة الابن أو الأخ وقوله نساء صدق أي هن نعم النساء وقوله وما آلى بني أي ما أبطؤا ولا قصروا وهو من ألوت يقول ما أبطأ بني عن فعل المكارم وما يجب عليهم من القيام بأمري وإصلاح شأني وقوله إذا كان الشتاء كان ههنا تامة لا اسم لها ولا خبر أي إذا جاء الشتاء فألبسوني ما يدفع عني البرد فالشيخ يؤذيه البرد ويضعفه ويقل حركته والسربال القميص يقول فإذا ذهب البرد وجاء الحر فاكسوني قميصا رقيقا ورداءً وأو هنا بمعنى الواو والبشاشة الهشاشة ويروى اللذاذة والفتاء مصدر لفتى يقال فتى بيّن الفتاء وقوله مائتين عاما كان الوجه أن يقول مائتي عام ولكنه اضطر فأثبت النون ونصب على التمييز.

[ومن باب ما يمد ويقصر قال أبو محمد والبكاء يمد ويقصر]

وأنشد:

بكت عيني وحقّ لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل

قوله وحقّ لها بكاها أي وجب لها البكاء وهذا عذر لعينه في البكاء ثم رجع على نفسه يلومها فقال وأي شيء يجدي عليها البكاء كما قال الهذلي: ماذا يغير ابنتي ربع عويلهما وكما قال الأحوص:

فإن يكن البكاء يرد شيئاً ... فقد أعولت لو نفع العويل

<<  <   >  >>