للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[باب ما أبدل من القوافي]

قال أبو محمد أنشد للفراء:

والله ما فضلي على الجيران ... إلا على الأخوال والأعمام

المعنى أنه يعد فضله على جيرانه كفضله على أعمامه وأخواله وأهله وأما مجيئه بالميم مع النون فإنه يسميه بعض الناس الأكفاء ومعنى الأكفاء الإمالة يقال كفأت الإناء إذا أملته لينصبّ ما فيه ويسميه بعض الناس الاقواء والجيد أن الأقواء اختلاف حركة حرف الروي كقول النابغة خبرنا الغراب الأسود مع قوله أو في غد وهو من أقوى الفاتل الحبل إذا ظهرت قوة من قواه على سائر القوى والأكفاء يكون باختلاف الحروف المتقاربة المخارج فإن تباعدت مخارج الحروف فهو الإجارة بالراء المهملة. قال أبو محمد وأنشد غيره:

قالت سليمى لا أحب الجدعين ... ولا السباط أنهم مناتين

يا رب جعد فيهم لو تدرين تضرب ضرب السبط المقاديم الجعد من العرب والسبط من العجم قال ثعلب الجعد من الرجال والسبط الذي ليس بمجتمع وذلك أن الرجل إذا كان مداخلا اجتمع بعضه في بعض كان اشد لأسره وأقوى لخلقه وإذا اضطرب خلقه وأفرط في طوله كان أرخى له والجعد يكون مدحا ويكون ذما فإذا كان مدحا كان له معنيان أحدهما أن يكون معصوب الخلق شديد الأسر غير مسترخ ولا مضطرب والثاني أن يكون شعره جعدا غير سبط لأن السبوطة غالبة على شعور العجم من الروم والفرس وجعودة الشعر هي الغالبة على شعور العرب. وأما الجعد المذموم فله معنيان أيضا أحدهما أن يكون قصيرا متردد الخلق والآخر يقال رجل جعد إذا كان لئيما بخيلا ورجل جعد اليدين وجعد الأصابع إذا كانت الراحة قصيرة وهو ذم والجعودة في الخدين ضد الإسالة وهو ذم ويقال ثرى جعد إذا ابتل فتقعد وزند جعد مجتمع وقال ابن الأنباري قال الرستمي الجعد الخفيف من الرجال وقال أحمد ابن عبيد هو المجتمع الشديد الأسر ومناتين جمع منتن وزاد الياء من أجل الشعر وقوله يا رب جعد المنادى

<<  <   >  >>