يحملن أترّجة نضج العبير بها ... كأن تطيابها في الأنف مشموم
خص الجمال لأنهن كانوا يحملون النساء عليها لشدتها وذلها والتزيديات ضرب من البرود فيها خطوط حمرٌ نسبت إلى قبيلة يقال لها تزيد بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة كانوا حاكة نسبت البرود إليها قاله أبو عمرو ويقال تزيد بن حيدان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وقيل التزيديات الهوادج يجاء بها من شقّ بلاد قضاعة وقوله عقلا ورقما أي عكمت بالعقل والرقم وهما ضربان من الوشي فيهما حمرة وقال الأصمعي العقل خيط يعقل بخيط آخر يدخل فيه من تحته ثم يرفع على خيط وانتصب عقلا على أنه مفعول معكوم على حذف حرف الجر وإنما قال تظل الطير تتبعه يريد انه يخيّل إليها أنه لحم كما قال طفيل.
تظل الطير تتبع زهوه.
والمدموم المطلى بالدم وقوله تخطفه أي تسلبه تحسبه لحما من حمرته وقوله يحملن أترجّةً كنى بالأترجة عن المرأة وشبه طيبها بها والتطيات مصدر كالترماء والتّصعاق والتقدير كأن طيبها في الأنف عبير شموم أو مسك مشموم والعبير أخلاط من الطيب تجمع بالزعفران.
قال أبو محمد " والقبّرة والقبّر " وأنشد لكليب بن ربيعة التغلبي:
يا لك من قبرّةٍ بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري خرج كليب يدور في حماه فإذا هو بحمرة على بيض لها فلما نظرت إليه صرصرت وخفقت بجناحيها فقال أمن روعك أنت وبيضك في ذمتي ثم دخلت ناقة البسوس الحمى فكسرت البيض فرماها كليب في ضرعها فكان هذا سبب الحرب بين بكر وتغلب ولها حديث يطول ذكره والمعمر المنزل الذي تعمره ويقال كنت بمعمر صدق أي بمنزل صدق ويقال أول من قال ذلك طرفة بن العبد وهو يومئذ صبي وذلك أن عمرا قفل من أرضه إلى سواها وحمل الغلام معه فلما نزلوا