مخيلة والفعل منه خالت وأخالت وأخيلت وتخيلت. وقولهم " تركته يتلدد " معناه بقي متحيرا ينظر مرة إلى هذا اللديد ومرة إلى هذا اللديد وقال الأصمعي هو مأخوذ من لديدي الوادي وهما جانباه ومن ذلك اللدود وهو ما سقيه الإنسان في أحد شقي الفم وقولهم " كبر حتى صار كأنه قفة " اشتقاق القفة من تقفف أي تقبّض واجنمع يقال استقفّ الشيخ إذا انضم وتشنّج وقال بعضهم القفة شجرة مستديرة ترتفع من الأرض قدر شبر وتيبس فيشبّه بها الشيخ إذا عسا فيقال كأنه قفة قال أبو بكر بن الأنباري وجائز أن يشبه الشيخ بقفة الخوص. وقولهم " خبيثٌ داعر " الداعر الخبيث الفاجر يقال دعر الرجل دعراً إذا كان يسرق ويزنى ويؤذي الناس وهو الدّعار أيضا فهو بالدال وأما الذاعر بالذال معجمة فالمفرغ يقال قد ذعرت الرجل إذا أفزعته، وقولهم " مائة ونيف " النيف وزنه فيعل ولا يجوز تخفيفه لعلتين أحداهما أن المخفف من المشدد إنما يستعمل فيما يستعملونه ولا يجعل قياسا والأخرى أن الميت والهين كثر استعماله وهذا قل استعماله لأن كل شيء معلوم أنه يموت من جماد وحيوان يقال مات الثوب بلي وماتت الأرض لم تنبت وليست كل مائة تزيد ولو قيل لجاز وقد خففت النية فقالوا النية. وقال أبو العباس الذي حصلنا من كلام حذاق البصريين والكوفيين أن النيف من واحد إلى ثلاث والبضع من أربع إلى تسع ولا يقال نيّفٌ إلا بعد كل عقد. قال أبو محمد وقولهم " لاجرم " قال الفراء هي بمنزلة لا بد ولا محال ثم كثرت في الكلام حتى صارت كقولك حقاً واصله من جرمت أي كسبت قال الشاعر هو أبو أسماء بن الضريبة.
ولقد طعنت أبا عينة ... جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
جرمت معناه كسبت وهو يتعدى إلى مفعولين كما أن كسبت كذلك ففزارة المفعول الأول وأن تغضبوا المفعول الثاني قال أبو عبيدة معناه أحقّت الطعنة لعم الغضب وروى قوم فزارة الغضب وحقيقة معنى لا جرم أن لا نفي لكلام وجرم بمعنى كسب وقولع تعالى " لا جرم أنهم في الآخرة " لا نفي لما ظنوا أنه ينفعهم فردّ ذلك فقيل لا ينفعهم ذلك ثم ابتدئ فقيل " لاجرم أنهم في الأخرة هم الآخرون " أي كسب ذلك العمل لهم الخسران وفي لا جرم ست لغات لا جرم أنك محسن وهي لغة أهل الحجاز ولا جرم أنك محسن بضم الجيم وتسكين الراء وبنو فزارة يقولون لا جرانك محسن وبنو عامر يقولون لا جرم أنك قائم ويقال لا إن ذا جرم إنك عمرو لا جرم أن لهم