يقول متى سمعوا صوت مستغيث أغاثوه ودامية عليها الدم وشبه آذان الخيل في دقتها وانتصابها برؤوس الأقلام. قال أبو محمد " ويستحب في الناصبة السبوغ ويكره فيها السفا وهي خفة الناصبة قال عبيدٌ ":
فذاك عسر وقد أراني ... تحملني نهدةٌ سرحوب
مضبّر خلقها تضبيراً ... ينشق عن وجهها السبيب
قوله فذك عصر أي دهر قد مضى فعلت ذاك فيه يقول كانت هذه الأشياء منى دهرا وقد كنت أحيانا تحملني فرس نهدة وهي المشرفة الجسيمة والسرحوب الطويلة، الذكر والأنثى فيه سواء والمضبر الموثق وقوله ينشق عن وجهها السبيل أي ينفرج لكثرته وطوله. قال أبو محمد والسيب شعر الناصبة قال سلامة بن جندل يصف فرسا:
من كل حت إذا ما ابتل ملبده ... صافي الأديم أسيل الخديعبوب
ليس بأسفى ولا أقنى ولا سغل ... يعطي دواء قفي السكن مربوب
قوله من كل حت دخل من للتبيين لأنه لما قال وكرنا خيلنا وقال بعده والعاديات بيّن من أي الخيل هي ومثله قوله تعالى " فاجتنبوا الرجس من الأوثان " والحت السريع وأخذ من قولهم حتته مائة أي عجلت له النقد وقيل هو السريع العرق وقوله إذا ما ابتل ملبده يريد يكون سريعا في الوقت الذي يبتدئ فيه بالعرق ويلتهب والملبد موضع اللبد وصافي الأديم وهو الجلد أي لحسن القيام عليه وقصر الشعرة قد صفا لونه ويروى ضافي السيب أي سابغ شعر الذنب والعرف واليعبوب قيل هو الطويل الجسم وقيل هو البعيد القدر في الجري وقيل الواسع الشحوة وهو الكثير الأخذ من الأرض بين الخطى وقيل هو الذي يجري جرية الماء وكل ذلك صحيح والأصل فيه عباب الأمر والبحر أي أعظمه وأكثره وقوله ليس بأسفى في ليس ضمير يعود إلى حت وبأسفى في ليس ضمير يعود إلى حت وبأسفى خبره والأسفى الخفيف البناصبة وأصل السفا الخفة يقال فرس أسفى إذا خفت ناصيته ولا يقال للأنثى سفواء وبغلة سفواء ولا يقال للذكر أسفى والأقنى الذي في أنفه إحديداب والسغل الضعيف الخلق المضطرب الصقلين وهما