للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت مختونة فما ختنت إلا بعد ما كبر ابنها فختنت بحضرته وعني بمصان ابنها ويروى ختنت وخفضت ووضعت وبضعت وهي بمعنى واحد. ويقال رجل مصّانٌ وماص ولا يقال ماصان.

قال أبو محمج " هو أخوه بلبان أمه ولا يقال بلبن أمه " قوله ولا يقال بلبن أمه قد يقال في الناس لبن ولبان ولا يقال لبان في غير الناس والأكثر في الناس اللبان وجاء في الحديث في لبن الفحل أنه يحرّم ولم يرو لبان الفحل وهو أن يكون للرجل امرأة ترضع فكل من أرضعته بلبنه فهم ولد زوجها محرمون عليه وعلى ولده من ولد تلك المرأة ومن ولد غيرها لأنه ابوهم جميعا وفي حديث آخر أن خديجة بكت فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم " ما يبكيك " فقالت درت لبنة القاسم. وأنشد أبو محمد للأعشى يمدح المحلق من بني بكر بن كلاب واسمه عبد العزيز وإنما سمّي المحلق لأن فرسه كدمه فصار اثر ذلك كالحلقة.

لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء نار في يفاع تحرّق

تشبّ لمقرورين يصطليانها ... وبات على النار الندى والمحلّق

رضيعي لبان ثدي أن تقاسما ... بأسحم داج عوض لا نتفرق

لعمري أقسم ببقائه ولاحت نظرت واليفاع المشرف وقوله وبات على النار يقول بات على هذه النار الجود والمحلق لأن الجود ضجيع المحلق لا يفارقه وقوله رضيعي لبانٍ يريد أنهما أخوان وأمهما واحدة وهذا على طريق المثل وقوله تقاسما يريد تحالفا ألا يفارق أحدهما صاحبه وقوله بأسحم داج قيل هو الرماد يقول تحالفاعند الرماد وهو صنيع الفرس وإلا سحم الأسود الداجي الشديد السواد وقيل بأسحم داج يعني الليل أي تحالفا بالليل وقيل هو الرحم وذلك أن الندى حالف المحلق في الرحم قبل ولادته وقيل هو الدم وذلك أن العرب إذا تحالفت غمست أيديها في الدم وعوض من أسماء الدهر وهو مبني على الضم والفتح والكسر يقول لا نتفرق ابدا. وأنشد ابو محمد لأبي الأسود الدؤلي:

دع الخمر يشربها الغواة فإنني رأيت أخاها مغنيا لمكانها

فالا يكنها أو تكنه فإنه ... أخوها غذته أمه بلبانها

يخاطب مولى له كان يحمل تجارة إلى الأهواز وكان إذا مضى إليها يتناول شيئاً من الشراب فاضطرب أمر البضاعة فقال أبو الأسود هذه الأبيات ينهاه عن

<<  <   >  >>