للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل (١): الإخلاص في التوحيد والتمسك بجميع ذلك واجب والاعتصام بها أمر لازب (٢).

[١١٠] {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ ... }.

(عس) (٣): حكى سنيد بن داود في «تفسيره» عن عكرمة (٤) أنها نزلت في ابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم.

والظاهر والذي عليه أكثر العلماء أنها عامة في أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (٥).

وقد روى أبو عمر بن عبد البر في «كتاب الصحابة» (٦) عن أبي هريرة في قوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ ... } قال: «خير الناس للناس، يجيئون بهم في السلاسل يدخلونهم في الإسلام» (٧).

فقد تأولها على العموم.

و «كان» هنا بمعنى: الثبوت والتحقيق، كقوله تعالى: {وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً،} {وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً} وما أشبه ذلك.


(١) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: ٧/ ٧٣ عن أبي العالية. ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: ٣/ ٢٤٨، وابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٤٣٣ عن أبي العالية أيضا.
(٢) أي: لازم، والباء في «لازب» بدل من الميم. انظر غريب القرآن لابن قتيبة: ١٠٧.
(٣) التكميل والإتمام: ١٦ أ.
(٤) وأخرجه الطبري في تفسيره: ٧/ ١٠١ عن عكرمة أيضا. ونقله الواحدي في أسباب النزول: ٣/ ٢٦٣، وزاد المسير: ١/ ٤٣٨.
(٥) تفسير الطبري: ٧/ ١٠٢، عن الضحاك، والمحرر الوجيز ٣/ ٢٦٤، وزاد المسير ١/ ٤٣٨
(٦) الاستيعاب: ١/ ١١.
(٧) الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: ٥/ ١٧٠، كتاب التفسير، باب كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ عن أبي هريرة رضي الله عنه، باختلاف يسير في اللفظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>