وقد بيَّن الله - تبارك وتعالى - كيف سيجري كل واحدٍ من الإفسادتين, وكيف سيواجه كلُّ واحدٍ منهما.
وقد ذهب المفسرون إلى أنَّ هاتين الإفسادتين قد مضتا وانقضتا , والذي حققته في تفسيري لهذه الآيات في سورة الإسراء ,وفي كتابي «وليتبروا ما علوا تتبيرا» أن هاتين المرتين هما الواقعتان الآن , وهما يدلان على أنَّ اليهود في فلسطين إلى زوال , وأنَّ الأمَّة الإسلامية ستسوء وجوه اليهود , وسيدخل المسلمون المسجد الأقصى فاتحين له كما دخلوه أول مرة في عهد عمر بن الخطاب , وليتبروا العلو اليهودي تتبيراً.
٤ - جعل الله تعالى الليل والنهار آيتين:
وبعد ذلك آياتٍ عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى أنه جعل {اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا}[الإسراء: ١٢].
أخبرنا ربُّنا عزَّ وجلَّ أنه جعل الليل والنهار آيتين , أي: علامتين دالتين على أنه هو الإله المعبود الذي يستحقُّ العبادة وحده دون سواه, كما قال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ}. . .] فصلت ٣٧].