للمؤمنين. قال الفقيه سيدي عمر بن باب: سيد أهل قريته وولي أمرهم القائم بأمورهم وأمور كثير من المسلمين غيرهم، والنافع لهم والدافع عنهم، وهو من أئمة المسلمين العدول، صالح تقي ذو جاه وحرمة ومهابة عظيمة. وقيل من كرامته أنه إذا غضب على الظالم وأشار له بعكازه يموت بإذن الله تعالى، وإذا ضربه به لم ير بأسا والله أعلم. وكان رحمه الله تعالى بذولا للنصيحة لكل أحد، فترى رسائله لمن خرج عن الطريق ينهاه ويعظه حبا للنصيحة للمؤمنين، وقد قال عليه السلام الدّين النّصيحة للمؤمنين.
وبالجملة: فأيامه في ولاته كالعافية. وقد قال بعضهم: إذا حضرت جنازة سيدي عثمان بن عمر الوالي في ولاته فلا تحضر لقراءة كتابه، يريد أن الإمام بعده يتغير والله أعلم. كان رحمه الله تعالى هو الذي يقرأ الصحيح والشفا، وأجازه الفقيه سيدي محمد بن المختار العلوي رحمهم الله تعالى، ويروي عنه تواليف سيدي محمد بن يوسف السنوسي رحمه الله تعالى، قال كما أجازنيها عالم المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام، وهو أبو إسحاق إبراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكردي الشافعي، عن الشيخ عبد الباقي الحنبلي، عن أبي العباس شهاب الدين أحمد بن محمد المغربي (١) التلمساني المالكي، عن عمه مفتي تلمسان ستين سنة سعيد بن أحمد المغربي (٢) التلمساني، عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمان بن هلال التلمساني، عن أبي عثمان سعيد التلمساني الشهير بالكفيف، عن مؤلفها سيدي محمد بن يوسف السنوسي رحمه الله تعالى.
وأجازه أن يروي عنه صحيح البخاري بسنده المذكور في ترجمة والده سيدي عمر الوالي إلى مؤلفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي رحمه الله تعالى. وأجازه أيضا أن يروي عنه كتاب الشفا بتعريف حقوق