ربما قعد معه وأخبره ثم قام عندما تم الكلام. ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس قبل أن يتكلم ليلاّ ينساها في ذلك المجلس فيقوم منه ولم يصلّ، امتثالا للحديث. ويخدم أهله بنفسه، ولا تراه جالسا لا يفعل شيئا قط، بل لا تراه إلا يفسر أو يكتب أو قائما في أمور المسلمين ومصالحهم، أو منتظر الصلاة يذكر الله تعالى. ولقد أعانه الله ووفقه حتى كان ليس له حركة ولا سكون ولا نفس من الأنفاس من ليل أو نهار إلا في طاعة الله، حتى توفاه الله تعالى على ذلك. ولا يدعو على ظالم في أمر إلا أن يكون ضارّا للمسلمين، فحينئذ يدعو عليه. وكان مبرزا فائقا على أقرانه في العدالة واتباع السنة. وكان أشياخنا إذا ذكروه في التعليم يقولون: المبرز فريد دهره ووحيد عصره بالاتفاق. ولقد قال لي الثقة بعدله الصالح محمد بن أحمد: ما رأيت مثل الطالب الأمين، وأنا أيضا ما رأيت مثله والله أعلم. ولا يأمر الناس بصدقة أو معروف إلا فعله قبلهم. وكان يظهر الصدقة ليلة سبع وعشرين من رمضان بعد ختم القرآن، وفي يوم الفطر والأضحى ليقتدى به.
أخذ علم التوحيد عن شيخه سيدي العارف بالله تعالى الماهر في التوحيد الطالب عمر بن محمد نضّ البرتلي (٥٧)، وقرأ القرآن على والده الطالب الحبيب، والرسالة على الشيخ الصالح الولي العابد سيدي الطالب محمد بن شل البلوي، والحاج سيدي بن علي بن ولي الله تعالى الطالب الوافي الغلاوي. وأخذ مختصر خليل عن الفقيه الحاج أبي بكر بن الحاج عيسى الغلاوي، وابن مالك وقطر الندى عن السيد النحوي عمر بن بابا، وحكم ابن عطاء الله عن السيد أحمد بن عمرو الشهير بالتواتي، وهو شيخه في الورد. وأخذ حديث المصافحة عن سيدي محمد بن موسى بن إيجل الزيدي مسندا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(٥٧) في ج: كتب اسم الطالب عمر كأنه ترجمة مستقلة، وكتب بالهامش أنه ليس من المترجمين هنا ولا اسمه مبدوءا بحرف الهمزة.