وهو دين الإسلام الذي لا اعوجاج فيه. قال تعالى في حق نبيه:
{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[الشورى: ٥٢] اللهم اهدنا صراطك المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين. قال المصنف رحمه الله:" العالم بما بطن وظهر من أحوال العباد " العالم صفة من صفات الله تعالى، وهو العالم بعلمه القديم بجميع المعلومات، الجزئيات والكليات، الظاهريات والباطنيات، من الأمور الدنيوية والأخروية، وهو عالم بما كان، كما هو عالم بما سيكون في السموات والأرضين، وما تحت الثرى، ويستمر علمه بدوام ملكه إلى أن يدخل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار، وهو سبحانه عالم باحوال عباده إنسا وجنا وملائكة، وطيرا وحيتانا وغير ذلك من عالم الملكوت والجبروت العلوية والسفلية، وهو عالم بعدد ما تنفست به الأرواح كما هو عليم بعدد قطرات المطر، والحصى والنبات والحبوب، والأوراق والثمار والأشجار. وقد أحاط علمه تعالى بجميع مخلوقاته: جليلها وحقيرها، موجودها ومعدومها، قديمها وحديثها، صحيحها وسقيمها، طائعها وعاصيها، سعيدها وشقيها، قويها وضعيفها، مالكها ومملوكها. وهو عالم بأحوال الإنسان في ظاهره وباطنه، سره وعلانيته، سكونه وحركاته، نطقه وسكوته، خاطره وهاجسه، خيره وشره " ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " الله سبحانه وتعالى عالم بأحوال العباد جملة وتفصيلا {أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}[الطلاق: ١٢]{وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا}[الجن: ٢٨] سبحان من لا يخرج شيء عن علمه {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الملك: ١٤].
ثم قال المصنف رحمه الله تعالى " جاعل العلماء واسطة في بيان الأحكام " يعني أن الله عز وجل هو جاعل العلماء الراشدين واسطة في بيان أحكام الشريعة الإسلامية، هم الذين يوضحون ويميزون فيما هو واجب على المكلفين، وما هو سنة أو محرم أو مباح أو مكروه، وغير ذلك من العقيدة وغيرها، كما جعل الأنبياء الأمناء