للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هم فرق خمس: آل علي، وآل العباس، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل الحارث، أي ابن عبد المطلب. وأما في مقام الدعاء فكل مؤمن موحد ولو عاصيا. وهذا اللائق هنا؛ لأن المقام مقام دعاء يطلب فيه التعميم اهـ، وقوله وأصحابه، جمع صحابي من المهاجرين والأنصار وغيرهم، وهو من اجتمع به صلى الله عليه وسلم من جنس العقلاء ولو جنيا أو ملكا، أو غير مميز اجتماعيا متعارفا على وجه الأرض، ولو لحظة مؤمنا به في حال حياته، ولم يرتد حتى مات على الإسلام، وفي حال يقظة ولو أعمى ليدخل ابن أم مكتوم ونحوه من العميان، فعيسى والخضر وإلياس صحابة على المعتمد، لأنهم اجتمعوا به في الأرض.

وعيسى آخر الصحابة موتا من البشر، وهو الان حي، وسئل جلال الدين السيوطي رحمه الله عن حياة عيسى، عليه السلام، ومقره وطعامه وشرابه فقال: هو في السماء الثانية لا يأكل ولا يشرب، بل هو ملازما للتسبيح كالملائكة اهـ.

وهو أفضل من جميع الصحابة. وقد قال التاج السبكي في ذلك ملغزا:

من باتفاق الناس أفضل من ... خير الصحاب أبي بكر ومن عمر

ومن علي ومن عثمان وهو فتى ... من أمة المصطفى المختار من مضر

وفي الحديث عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس بيني وبين عيسى، عليه السلام، نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية - أي لا يأخذها - ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال، ثم تقع الأمنة على الأرض حتى يرتع الأسد مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، وتلعب

<<  <  ج: ص:  >  >>