الصبيان بالحيات، فيمكث عيسى في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون " رواه أبو داود والحاكم والإمام أحمد اهـ.
ثم قال المصنف رحمه الله: " البررة الكرام " هذا من بعض أوصافهم، أي بررة أتقياء مطيعين لله ورسوله، والكرام أي مكرمين معظمين عند الله وعند الناس.
وهؤلاء الصحابة استحقوا المجد الأبدي لأن الله تعالى اصطفاهم انصرة نبيه وإقامة دينه، ورفع ذكرهم في كتابه العزيز، وأحبهم وأمر بحبهم؛ لأنهم السابقون الأولون. قال الله تعالى:{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة: ١٠٠] وقال سبحانه: {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ}[التوبة: ١٧٧].
هذا وقد فازوا بالحظ الأوفر في دار الدنيا والآخرة. وقد أشاد الله بذكرهم في مواضع عديدة في كتابه العزيز، وفضل بعض الصحابة على بعض درجات، كمن اجتمعت له الصحبة
والقرابة كعلي بن أبي طالب وأمثاله، والخلفاء الأربعة لأنهم فازوا بنيل السبقية إليه، وبالإجابة والهجرة والنصرة في أول الأمر، فواجب على كل أحد من المسلمين تعظيمهم وتوقيرهم واحترامهم رضي الله عنهم أجمعين.
قال المصنف رحمه الله: " صلاة توجب لهم مزيد الفضل والإكرام " وفي نسخة والإنعام. والمعنى اصلي صلاة على الآل والأصحاب بعد الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، صلاة يستحقون بها زيادة الفضل والإكرام والإنعام عند الله الكريم لأن الكرماء يقبلون زيادة الإكرام والإنعام.