المذكور طلب من المصنف أن يضع له ولأمثاله كتابا يتفقه فيه ويتفهم منه أمر دينه ودنياه، وأن يكون وجيزا مختصرا قليل الألفاظ كثير المعنى، وأن يكون لطيفا في حجمه، سهل التناول في حمله، ومتى كان كذلك كان جديرا بسهولة الحفظ، وكل ذلك مع مراعاة الاستيفاء والاستيعاب لجميع ما يحتاج إليه في المسائل الدينية مما يجب على المكلف الذي لا غنى عنه من الحقوق البدنية والعبادات والاعتقادات والمعاملات المالية والمناكحات وغيرها من الحقوق اللازمة، مع ملاحظة كون ذلك في مذهب إمام الأئمة مالك بن أنس، رضي الله عنه، آمين، فأجابه المصنف إلى جميع ما شرط في ذلك لما يرجوه من الله من ثواب من علم دين الله أو دعا إليه. والحديث عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث عليا إلى خيبر قال:" والله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم " رواه البخاري ومسلم وأبو داود اهـ.
ولقيامه أيضا بواجب العلم وحذرا من وعيد كتمه لما في الترمذي وأبي داود
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة " نسأل الله أن يرزقنا الصواب في السؤال والجواب، إنه ولي التوفيق.
ثم إن المصنف لما أراد أن يقوم بالواجب في حق السائل وغيره من طلاب العلم قال رحمه الله:" فاستخرت الله تعالى " قوله فاستخرت الله تعالى: الاستخارة هي طلب الإذن في فعل أحد الأمرين المتساويين في الإباحة، بأن يصلي ركعتين فأكثر بقصد أن يختار الله له أنفع طريق من الأمرين أيهما يسلك فيه، وهي مستحبة عند كل أمر مهم من الجائزات، كالسفر، والنكاح، والتجارة، أي في كيفية الشروع فيها كوضع الأبواب أو الفصول في مثل التأليف والتصنيف كما هنا.