للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به صلى الله عليه وسلم، ففي حديث البخاري في كتاب هرقل: " أما بعد أسلم تسلم " الحديث. وقد عقد لها البخاري بابا في كتاب الجمعة وذكر فيه أحاديث كثيرة فراجعها إن شئت، انظر الخطاب اهـ.

قال المصنف رحمه الله تعالى: " فإن الولد السعيد وفقه الله تعالى لما راهق سن الرشاد، وناهز أن ينتظم في سلك أهل السداد " يعني أخبر المصنف بسبب إنشاء تصنيفه هذا الكتاب المبارك، وذلك أن الولد البيب السعيد الذي وفقه الله تعالى ونور قلبه بنور الإلهام من الله ساقته العناية والسعادة الأبدية إلى السؤال، لما راهق وناهز، ومعناهما أي حين قارب أن يدخل في سن الهداية والرشاد باقترابه للبلوغ والاحتلام، وقارب أن ينتظم في سلك الرجال بالخروج من حال الصبا إلى حال الرجولية التي هي التكليف، ويتميز بها الاحوال والحقوق، أي يميز بها بين الحق والباطل، وبين الحلال والحرام، والخبيث والطيب، وبين الخطأ والصواب وغير ذلك من الأحكام الدينية والمعاملة، وبذلك يسلك الإنسان سبيل أهل الحق والرشاد والتوفيق والسداد، فلما كان ذلك لا يمكن ولا يتحصل عليه إلا بواسطة التعلم من العالم المرشد الناصح انتدب هذا الولد السعيد اللبيب، وبادر بالسؤال فيما يوصله لذلك وينفعه في الدنيا والآخرة، وطلب من المصنف أن يضع له كتابا مختصرا، فأجاب الشيخ عن سؤاله. وهذا الولد السعيد هل هو ولد للمصنف، وهو المتبادر في الذهن أو من تلاميذه، وهما احتمالان والله أعلم. وعلى كل حال فإنه ولد عاقل لبيب أديب مبارك، قد انتفع به المسلمون عموما، نفعنا الله بسؤاله نفعا عميقا، ونسأل الله تعالى أن يكثر لنا من أمثاله، إنه ولي التوفيق.

قال المصنف رحمه الله تعالى فإن الولد السعيد: " سألني أن أضع له كتابا يكون مع كثرة معانيه وجيز اللفظ سهل التناول والحفظ " يعني أن ذلك الولد السعيد السائل

<<  <  ج: ص:  >  >>