للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصْل الثالث

مكَانته العِلميّة وتلَاميذه:

في هذا الفصل سأحاول أن أجيب عن ثلاثة أسئلة: كيف كان الونشريسي يقضي وقته بعد وصوله إلى فاس؟ ما هي العلوم التي كان يدرّسها؟ كيف كانت مكانته عند علماء عصره؟

سبق أن تحدثت -أثناء الكلام عن الحالة السياسية في الجزائر- عن رحيله إلى فاس، ولا نعلم سبب اختياره لهذه المدينة كمقر جديد، والذي يظهر كسبب معقول هو أن فاسًا تتوفر له فيها ثلاثة أشياء: أولها قرب المسافة من تلمسان، خصوصًا وأنه في ذلك الوقت كانت تنتشر الاضطرابات والفتن هنا وهناك، ولا أقول إن بلدة فاس مطمئنة هادئة، ولكنها قريبة، فهي أقرب مدينة علم من تلمسان.

ثانيها: كثرة العلماء بها (١) إذ يمكنه تعويض -ولو إلى حد ما- جو بلده تلمسان.

ثالثها: أن شهرته هناك سبقته (٢) إذ قد سبق أن كاتب بعض علمائها عندما كان في تلمسان (٣)، ولذا لما وصل مدينة فاس كانت ضيافته جاهزة (٤).


(١) ويكفي أن نذكر منهم ابن غازي والقاضي المكناس وزروق.
(٢) انظر المعيار ٣/ ٣٧٢، ٣٧٧.
(٣) أبو عبد الله القوري. راجع قائمة شيوخه في الفصل السابق.
(٤) يذكر لنا ابن القاضي عن شيخه أبي راشد "أنه لما قدم (الونشريسي) مدينة فاس نزل على الأستاذ محمد الصغير وعمل له في القرى مخفية من الكسكسو عليها الموز وهو السلوى على قول". جذوة الاقتباس القسم الأول ص ١٥٦ - ١٥٧.

<<  <   >  >>