للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لا يمسح عليهما بالتراب؛ لأن محلهما بالتراب بكرة وعشيًّا. قاله الشاشي (١) في محاسن الشريعة (٢). وأيضًا وضع التراب على الرأس علامة الفراق من الحبيب، والله عزَّ وجلَّ حبيب العارفين، ولا تكون بينهما فرقة، فلذلك لم يؤمر به. قاله القشيري (٣) في كنز اليواقيت (٤).

٢٣ - وإنما لا يبطل التيمم بوجود الماء في الصلاة على المعروف من المذهب (٥)، خلافًا لما في الكافي (٦) عن بعض الأصحاب، معللًا بالقياس [على] (٧) معتدة


(١) أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي القفال الفقيه الشافعي الكبير. ولد سنة ٢٩١ هـ بشاش وراء نهر سيحون. رحل إلى خراسان والعراق والحجاز والشام، وعنه انتشر المذهب الشافعي في بلاد ما وراء النهر. ممن أخذ عنهم ابن جرير الطبري. من تآليفه أصول الفقه، ومحاسن الشريعة، وشرح رسالة الشافعي. توفي بشاش سنة ٣٦٥ هـ. وقيل ٣٦٦ هـ. من أشهر تلاميذه الحاكم النيسابوري. ممن ترجم له: بروكلمان: تاريخ الأدب العربي جـ ٣/ ٣٠٣، الزركلي: الأعلام جـ ٦/ ٢٧٤، ابن هداية الله الحسيني: طبقات الشافعية ص ٨٨، ٨٩ - فؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي جـ ٢/ ١٨٧ - ١٨٨.
(٢) "والتيمم على الوجه واليدين دون الرأس والرجلين، لأن وضع التراب على الرأس مكروه في العادات إلا في المصائب ونحوها. والرجلان لا تخلوان من أن تكونا قد علق بهما تراب في أكثر الأحوال، وتتريب الوجه يقع به التعظيم لله في السجود في الصلاة ويقع مثل هذا في العبيد للسادة إذا قبلوا الأرض وأظهروا الخشوع بالسجود. وليس في تتريب الرجلين هذا المعنى". انظر محاسن الشريعة للشاشي، مصورة خاصة في مكتبة الأستاذ محمد إبراهيم الكتاني باب ذكر طهارة التيمم ص ٢٢.
(٣) لم أستطع معرفته، وأغلب الظن أنه أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري الصوفي الشهير، صاحب الرسالة المتوفى سنة ٤٦٥ هـ. إلّا أن أصحاب التراجم لم يذكروا له كتاب كنز اليواقيت. فالله أعلم. ممن ترجم له: ابن عساكر: تبين كذب المفتري ص ٢٧١، الزركلي: الأعلام ٤/ ٧٥.
(٤) كتاب للقشيري لم أجد أحدًا ذكره فيما توفر لدي من مراجع إلا صاحب الكشف ولم ينسبه لأحد.
(٥) في المدونة ١/ ٥٠ (وقال مالك في رجل تيمم ودخل في الصلاة ثم طلع عليه رجل معه ماء قال: يمضي في صلاته ولا يقطعها).
(٦) الكافي كتاب في فقه أهل المدينة لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي الحافظ. تفقه بكثير من العلماء منهم أبو الوليد ابن الفرضي، وابن المكوي، وخلف بن القاسم الدباغ وغيرهم. وأجازه جماعة منهم الحافظ عبد الغني بن سعيد، وأبو ذر الهروي. وعنه أخذ خلق كثير منهم أبو علي الغساني وأبو عبد الله الحميدي وابن حزم وطاهر بن مفوز الشاطبي. من تآليفه التمهيد في شرح الموطأ، والاستذكار كذلك، والكافي في فقه أهل المدينة والاستيعاب وغيرها.
توفي بمدينة شاطبة سنة ٤٦٣ هـ. ترجم له: ابن فرحون: الديباج ص ٣٥٧ - ٣٥٩، محمد بن مخلوف: شجرة النور ١/ ١١٩، القاضي عياض: ترتيب المدارك ٨/ ١٢٧ - ١٣٠، مصطفى العلوي ومحمد البكري: التمهيد ١ / يا -كه.
(٧) ساقطة من صلب الأصل، مضافة في الهامش. وساقطة في (أ).

<<  <   >  >>