والمختص به من ذلك الأولى والثانية، ويجوز أن يكون الثالثة والخامسة أيضًا. انتهى.
وزاد بعضهم على هذه الخمس شفاعات أخر كخروج من في قلبه مثقال ذرة من إيمان من النار، وتخفيف عذاب بعض أهل النار، كما في عمه أبي طالب، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبعث إلى قومه بعثة خاصة بهم، فكان إذا بعث في عصر واحد نبي واحد دعا إلى شريعته قومه فقط ولا ينسخ بها شريعة غيره، أو نبيان دعا كل منهما إلى شريعته فقط ولا ينسخ بها شريعة الآخر، وأما عموم بعثة نوح فإنما كان بعد خروجه من الفلك فهو عارض مع أنها مقيدة بما مر آنفًا، (وبعِثْتُ إلى النَّاسِ من الإِنْسِ والْجِنِّ) بعثة عامة إلى يوم القيامة وشريعته ناسخة لجميع الشرائع.
واعلم أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - خص بما لا يحصى من أحكام وفضائل وكرامات لجوامع الكلم ومفاتيح خزائن الأرض وغيرها، وليس في ذكر ما قدمنا من الأعداد ما ينافيها فإن الأخبار بذلك في أوقات لحكمة اقتضت ذكرها في ذلك الوقت. (والحديث رواه الشيخان وفي رواية لمسلم) وجعلت تربتها لنا طهورًا إذا لم نجد الماء، بأن نعجز عن استعماله حسًا أو شرعًا ليدخل ما إذا عجز عن استعماله لمرض أو نحوه، وفي هذه الرواية تقييد لإطلاق الأرض فيما مر.