للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدثتني فأسند. فقال: إذا قلت لك: "قال عبد الله" فقد حدثني جماعة عنه، وإذا قلت لك: "حدثني فلان عن عبد الله" فهو الذي حدثني (١)، وقال الحسن: كنت إذا {اجتمع لي} (٢) أربعة نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تركتهم وأسندته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣).

قالوا: فإذا كان هذا شأن مراسيل الحسن، وهي عندكم من أضعف المراسيل، فكيف بمراسيل غيره من كبار التابعين الذين جل روايتهم عن الصحابة؟ .

قالوا: وروى عروة بن الزبير لعمر بن عبد العزيز حديثًا عن النبي


(١) قال العلائي في "جامع التحصيل" (ص ٧٩ - ٨٠): وأما ما ذكروه عن إبراهيم النخعي، فهو صحيح رواه شعبة عن الأعمش عنه، وكذلك قال أحمد بن حنبل: مرسلات إبراهيم النخعي لا بأس بها. وأشار البيهقي إلى أن هذا إنما يجيء فيما جزم به إبراهيم النخعي عن ابن مسعود وأرسله عنه؛ لأنه قيد فعله ذاك. فأما غيرها فإنا نجده يروي عن قوم مجهولين لا يروي عنهم غيره، مثل: هني بن نويرة، وجذامة الطائي، وقرثع الضبي، ويزيد بن أوس، وغيرهم.
(٢) في "الأصل": (أجمع إلى) والمثبت من "جامع التحصيل".
(٣) قال العلائي في "جامع التحصيل" (ص ٧٩): قال أحمد بن حنبل: ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح؛ فإنهما يأخذان عن كل أحد. وروى حماد ابن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان قال: ربما حدثنا الحسن بالحديث، ثم أسمعه بعد يحدث به، فأقول: من حدثك يا أبا سعيد؟ فيقول: ما أمرى غير أني سمعته من ثقة. فأقول أنام حدثتك به. فهذا الحسن يرسل عن علي بن زيد، وهو متكلم فيه كثيرًا، وتوثيقه إياه بحسب ظنه. وقال ابن عون: قال بكر المزني للحسن وأنا عنده: عمن هذه الأحاديث التي تقول فيها قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: عنك وعن ذا. وهذا كله يرد ما ذكروه عن الحسن أنه قال: "كنت إذا اجتمع لي أربعة نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تركتهم، وقلت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" مع أني لم أجده مسندًا، بل هو في كتبهم هكذا منقطعًا.

<<  <   >  >>