للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رواه أبو القاسم سليمان بن أحمد اللَّخمِيُّ (١).

وقال الإمام أحمدُ بن حنبلٍ في "مسنده" (٢): ثنا هاشم، قال: ثنا عبدُ الحميد، قال: ثنا شَهرُ قال: حَدثتنِي أسماء (٣) "أَنَّ أبَا ذَرٍ الغِفَارِي كَانَ يَخْدِمُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فإذَا فَرَغَ مِن خِدْمَتِهِ آوى إِلى المسْجِدِ- وَكانَ هُوَ بَيْتُهُ يَضطَجعُ فِيهِ - فَدَخَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المسْجِدَ لَيْلَةً فَوَجَدَ أبَا ذَرٍّ نَائِمًا مُنْجدِلًا فِي المسْجِدِ فَنَكَتَهُ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - برِجلِهِ، حَتَّى استوى جَالِسًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا أرَاكَ نَائِمًا؟ فَقَالَ أبُو ذَرٍ: يَا رَسُولَ الله، فأينَ أنَامُ، هَلْ مِنْ بَيْتِ غَيْرِهِ؟ ! ! فَجَلَسَ إِليْهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهُ: كَيفَ أنتَ إذَا أخرجُوكَ مِنهُ؟ قَالَ: إذًا ألحقُ بالشَّام، فإن الشَّام هِيَ أرضُ الهِجْرَةِ، وأرضُ المحشَرِ، وَأرْضُ الأنبِيَاء, فَأكُونُ رَجُلًا مِن أهلِهَا. قَالَ لَهُ: كَيْفَ أنتَ إذَا أخرجُوكَ مِن الشَّام؟ قال: إذًا أرجعُ إليهِ، فيكونُ هو بيتي ومنزلي. قالَ لَهُ: فكيفَ أنتَ إذَا أخرجُوكَ منه الثانيةَ؟ قال: إذًا آخذُ بِسَيْفِي فأقاتلُ (عَن نَفسِي) (٤)، حتى أموتَ. {فكشر} (٥) إليهِ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأثبتهُ بيدِهِ، قالَ: ألا أدلُّكَ عَلَى خَيْرٍ من ذَلِكَ؟ قال: بَلَى، بِأبي وأمي يا رسُولَ اللهِ. قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: تَنقَادُ لَهُمْ حَيْثُ قَادُوكَ، وَتنساقَ لهم حيث


(١) "المعجم الأوسط" (١/ ١٩ رقم ٤٧) وقال الطبراني: لم يروه عن عامر الأحول إلا الوليد ابن عباد، تفرد به إسماعيل بن عياش.
وقال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ٢٨٨): رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الوليد بن عباد، وهو مجهول.
(٢) "المسند" (٦/ ٤٥٧).
(٣) في "المسند": (أسماء بنت يزيد).
(٤) في "المسند": (عني).
(٥) في "الأصل": (فشكر) والمثبت من "المسند".

<<  <   >  >>