للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونحي هذا الوراق عن نفسك، وتدعو بابن كرامة وتوليه أصولك فإنه يوثق به. فقال: مقبولا (١) منك. قال: وبلغني أن وراقه كان قد أدخلوه بيتًا يسمع (٢) علينا الحديث فما فعل شيئًا مما قال؛ فيطل الشيخ، وكان يحدث بتلك الأحاديث التي قد أدخلت بين حديثه وقد سرق من حديث المحدثين. سئل عنه أبي فقال: لين.

وقال بكر بن مقبل (٣): سمعت أبا زرعة الرازي يقول: ثلاثة ليست لهم محاباة عندنا. فذكر منهم سفيان بن وكيع.

وقال النسائي (٤): لا يحدث عنه ليس بشيء.

وقال ابن عدي (٥): له حديث كثير، وإنما بلاؤه أنه كان يتلقن ما لقن، ويقال: كان له وراق يلقنه من حديث موقوف يرفعه وحديث مرسل فيوصله، أو يبدل في الإسناد قومًا بدل قوم، كما بينت طرفًا منه في هذه الأخبار التي ذكرتها.

وقال أبو حاتم بن حبان (٦): كان سفيان بن وكيع شيخًا فاضلاً صدوقًا إلا أنه ابتلي بوراق سوء كان يُدخل عليه الحديث، وكان يثق به، فيجيب فيما يقرأ عليه، وقيل له بعد ذلك في أشياء منها فلم يرجع فمن أجل إصراره على ما قيل له استحق الترك، وكان ابن خزيمة يروي عنه، وسمعته يقول: ثنا بعض


(١) في "الجرح والتعديل": (مقبول).
(٢) في "الجرح والتعديل": (يتسمع).
(٣) رواه ابن عدي في "الكامل" (٤/ ٤٧٩ - ٤٨٠).
(٤) في كتاب "الضعفاء والمتروكين" (رقم ١٣٢): سفيان بن وكيع بن الجراح ليس بشيء.
(٥) "الكامل" (٤/ ٤٨٢).
(٦) كتاب "المجروحين" (١/ ٣٥٥).

<<  <   >  >>