للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أمسكنا عن ذكره. وهو من الضرب الذي ذكرته مرارًا أن لو خرَّ من السماء فتخطفه الطير أحب إليه من أن يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه (١) أفسدوه، وما كان ابن خزيمة يحدث عنه إلا بالحرف بعد الحرف، وما سمعت منه عن سفيان بن وكيع إلا حديث الأشعث (٢) بن عبد الملك فقط.

وقال الدارقطني: سفيان بن وكيع كان بليته وراق له يقال له: قرطمة، وكان وراقه هذا غير مأمون، وذكر له أحاديث لقنه إياها.

فإذا كانت هذه حال سفيان بن وكيع وقد إنفرد بهذا الحديث، ولم يتابعه عليه أحد، ولم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي عنه، ولا رواه أحمد في "مسنده"، فكيف يجوز أن يُحتج به، أو يكون شاهداً لغيره، والله أعلم.

ثم رأيت عبد الرزاق قد روى هذا الحديث عن معمر، عن قتادة مرسلًا؛ وهو الصواب.

قال الخطيب (٣): أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي، أنا {أبو} (٤) محمد حاجب بن أحمد الطوسي، ثنا محمد بن حماد، ثنا عبد الرزاق (٥)، أبنا معمر، قال: سمعت قتادة يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأقواهم في أمر الله عمر، وأقضاهم علي،


(١) في "المجروحين": (ولكنهم).
(٢) في "المجروحين": (إلا حديثًا للأشعث).
(٣) كتاب "الفصل للوصل المدرج في النقل" (٢/ ٦٨٧).
(٤) تحرفت في "الأصل" إلى: (ابن) والمثبت من "الفصل" وهو الصواب، وأبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي ترجمته في "السير" (١٥/ ٣٣٦ - ٣٣٧).
(٥) الحديث في "مصنف عبد الرزاق" (١١/ ٢٢٥ رقم ٢٠٣٨٧).

<<  <   >  >>