وما ريأت الوالد رحمه الله نهاني عن قتال ولا راكبو خطر مما كان يرى في وأري من اشفاقه وايثاره لي، ولقد رأيته يوماً وكان عندنا بشيزر رهائن عن بغدوين ملك الإفرنج على قطيعه قطعها لحسام الدين تمرتاش بن إيغازي رحمه الله فرسان إفرنج وأرمن. فلما وفوا ما عليهم وأردوا الرجوع إلى بلادهم نفذ خيرخان صاحب حمص خيلاً كمنوا لهم في ظاهر شيزر. فلما توجه الرهائن خرجوا عليهم أخذوهم ووقع الصائح، فركب عمي وأبي رحمهما الله ووقفا وكل من يصل إليهما قد سيراه من خلفهم. واستخلصوا رهائنكم. فتبعتهم وأدركتهم بعد ركض اكثر من النهار واستخلصت من كان معهم وأخذتهم بعض خيل حمص. وعجبت من قولهارموا نفوسكم عليهم. ومرة كنت معه رحمه الله وهو واقف في قاعة داره وإذا حية عظيمة قد أخرجت رأسها على إفريز رواق القناطر التي في الدار فوقف يبصرها، فحملت سلماً كان في جانب الدار أسندته تحت الحية وصعدت إليها، وهو يراني فلا ينهاني، وأخرجت سكيناً صغيرة من وسطي وطرحتها على رقبة الحية وهي نائمة وبين وجهي وبينها دون