صالح صاحب حلب. فلما عاد الروم كان معهم مأسورا فوصل القسطنطينية، فهو في بعض الأيام إذ لقيه إنسان فقالأنت ابن كردوس؟ قالنعم قالسر معي أوقفني على صاحبك فسار معه حتى أراه صاحبه. فقاوله على ثمنه حتى تقرر بينه وبين الرومي مبلغ أرضاه فوزن له الثمن وأعطى ابن كردوس نفقة وقالتبلغ بها أهلك وأمض في دعة الله تعالى. فخرج من قسطنطينية وتوصل إلى ان عاد شيزر وذلك من فرج الله تعالى وخفي لطفه، ولا يدري من الذي شراه واطلقه.
[ملاك يغيث أسامة]
وقد جرى لي ما يشبه ذلك لما خرج علينا الإفرنج في طريق مصر وقتلوا عباس بن أبي الفتوح وابنه نصراً الكبير، انهزمن نحن إلى جبل قريب منا، فصعد الناس فيه رجالة يمشون يجرون خيلهم وأنا على أكديش ولا أستطيع المشي فصعدت وأنا راكب وسفوح ذلك الجبل كلها نقارة وحصى كلما وطئه الفرس انهر تحت قوائمه، فضربت الأكديش ليطلع فما استطاع، تنزل والحصاة والنقارة تنزل به، فترجل عنه وأقمته ووقفت لا أقدر على المشي، فنزل إلي رجل من الجبل ومسك يدي وبرزوني في يدي الأخرى حتى أطلعني، ولا ولله ما أدري من هو ولا عدت رأيته. وقد كان في ذلك الوقت الصعب يمتن فيه بيسير الإحسان ويطلب المكافأة عنه ولقد شربت من بعض الأتراك شربة ماء أعطيته عنها دينارين، ومازال بعد وصولنا دمشق يقتضي حوائجه ويتوصل بي إلى