إلى رجالتنا، ثم عاد انتصب في سرجه وكان عليه زرديه تحت التشهير فما جرحته الطعنه وادركه أصحابه ثم عادوا، وأخذ الرجالة الترس والرمح والخوذة.
[جمعة نفسه يهرب]
فلما انقضى القتال ورجع الإفرنج جاءني جمعة رحمه الله يعتذر عن ابنه محمودوقال هذا الكلب انهزم عنك. قلتوأي شيء يكون؟ قال ينهزم عنك ولا يكون شيء؟ قلت وحياتك يا أبا محمود وأنت تنهزم عني أيضا. قال يا شين! والله إن موتي أسهل علي من أن انهزم عنك ولم يمضي إلا أيام قلائل حتى أغارت علينا خيل حماه فاخذوا لنا باقورة وحبسوها في الجزيرة تحت الطاحون الجلالي. وطلع الرماة على الطاحون يحمون الباقورة، فوصلتهم أنا وجمعة وشجاع الدولة ماضي مولد لنا وكان رجلاً شجاعا. فقلت لهمانعبر الماء ونأخذ الدواب. فعبرنا. أما ماضي فضربت فرسه نشابة فقتلتها وبالجهد وأوصلته إلى اصحاب، وأما أنا ضربت فرسي نشابة في أصل رقبتها فجاوزت فيها قدر شبر، فو الله ما رمحت وما قلقت ولا كأنها أحست بجرح، وأما جمعة رجع خوفاً على فرسه. فلما عدنا قلتيا أبا محمود ما قلت لك أنك تنهزم عني وأنت تلوم ابنك محموداً؟ قالوالله ما خفت إلى على الفرس، فإنها تعز علي واعتذر.
[أسامة يطعن رفيقه خطأ]
وقد كنا ذلك اليوم التقينا نحن وخيل حماة وقد سبقهم بعضهم بالباقورة إلى الجزيرة، فاقتتلنا نحن وهم وفيهم فرسان عسكر حماة سرهنك وغازي التلي ومحمود بن بلداجي وحضر الطوط واسباسيلار