اجتمع إليه كل من بالشام من الإفرنج وقصد دمشق، فخرج عسكر دمشق وأهلها لقتالهم وفي جملتهم الفقيه الفندلاوي والشيخ الزاهد عبد الرحمن الحلحولي رحمهما الله، وكان من خيار المسلمين. فلما قاربوهم قال الفقيه لعبد الرحمنما هؤلاء الروم، قال بلى قالفإلى متى نحن وقوف؟ قالسر على أسم الله تعالى. فتقدما قاتلا حتى قتلا رحمهما الله في مكان واحد.
[يقاتل لرد الجميل]
ومن الناس من يقاتل للوفاء فمن ذلك رجلاً من الأكراد يقال له فارس وكان كإسمه فارس وأي فارس، فحضر أبى وعمي رحمهما الله وقعة كانت بينهما وبين سيف الدولة خلف بن ملاعب. عمل عليهم فيها وغدر بهم، وقد حشد وجمع وهم غير متأهبين لما جرى، وسبب ذلك انه راسلهم وقالنمضي إلى أسفونا وفيها الفرنج نأخذها. فسبقه أصحابنا إليها وترجلوا وزحفوا
إلى الحصن نقبوهم وهم في القتال وابن ملاعب وصل، فأخذ خيل من كان ترجل من أصحابنا ووقع القتال بينهم بعدما كان للإفرنج واشتد بينهم القتال. فقاتل فارس الكردي قتالاً عظيماً وجرح عدة جراح، ومازال يقاتل ويجرح حتى اثخن بالجراح وانفصل القتال، فاجتاز أبى وعمي رحمهما الله وهو محمول بين الرجال فوقفا عليه وهنآه بالسلامة فقالوالله ما قتلت أريد السلامة لكن لكم علي جميل وفضل كثير،