رآه النمر وثب من الطاقة عليه وهو فوق حصانه، فكسر ظهره وقتله ومضى. فكان فلاحو حناك يسمونه النمر المجاهد.
ومن خواص النمر انه إذا جرح إنسان وبالت عليه فأر مات. ولا تردت الفأرة عن جريح النمر، حتى انه يعمل له سرير يجلس في الماء ويربط حوله السنانير خوفاً عليه من الفأر. والنمر لا يكاد يألف بالناس ولا يستأنس بهم. وقد كنت مرة مجتازاً بمدينة حيفا من الساحل وهي للإفرنج. فقال لي إفرنجي منهمتشتري مني فهداً جيداً؟ قلت نعم. فجاءني بنمر قد رباه حتى صار قد الكلب. قلت لا ما يصلح لي، هذا نمر ما هو فهد، فعجبت من أنسه وتصرفه مع الإفرنجي. والفرق بين النمر والفهد ان وجه النمر طويل مثل وجه الكلب وعيناه زرق والفهد وجهه مدور وعيناه سود. وقد كان بعض الحلبيين أخذ نمراً وجاء به في عدل إلى صاحب القدموس وهو لبعض بني محرز وهو يشرب، ففتح العدل فخرج النمر على من في المجلس. فأما الأمير فكان عند طاقة في البرج قد دخل منها وغلق عليه الباب. وجال النمر في البيت قتل بعضهم وجرح بعضهم إلى أن قتلوه.