منظره، كان قد اتلفه الصياد بما عمل به. والشاهين هو الميزان ادنى شيء يعيبه ويفسده. وكان هذا البازيار صانعاًمجوداً في إصلاح الشواهين. كنا نخرج من باب المدينة إلى الصيد ومعنا جميع آلة الصيد حتى الشباك والفؤوس والمجارف والكلاليب لما ينجحر من الصيد، ومعنا الجوارح والبزاة والصقور والشواهين والفهود والكلاب، فإذا خرج إحداهما عن القصد تنحنح البازيار وأشار بيديه إلى النحو الذي يريده فيرجع والله الشاهين من وقته إلى ذلك النحو ورأيته وقد أدار الشاهيناً على قطعة من الصلاصل نازلة لي مرج فلما أخذ الشاهين طبقته دق له الطبل فطارت وانقلب عليها الشاهين ضرب رأس صلصلة قطعه، وأخذها ونزل. فدرنا والله على ذلك الرأس ما وجدناه، وأثره قد وقع على بعد في الماء لأننا كنا بالقرب من النهر. وقال له غلام يقال له أحمد بن مجير لم يكن ممن يركب معهيا مولاي اشتهيت أبصر الصيد. قالقدموا لأحمد فرساًيركبه ويخرج معنا. فخرجنا إلى صيد الدراج، فطار ذكر وتنر كما جرت العادة، وعلى يد الوالد رحمه الله اليحشور فأرسله عليه، فطار على الأرض والحشيش يضرب صدره والدراج قد ارتفع ارتفاعاً كبيرا. فقال له أحمديا مولاي وحياتك كان يتلاه به حتى أخذه.