للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من عند السلطان وأردت السفر أردت أن استطحب معي جارحاً اتفرج به في طريقي، فجاءوني ببزاة ومعها ابن عرس معلم يخرج الطيور من البنج، فأخذت صقوراًتصيد الأرانب والحبارى، واستصعبت مداراة البزاة في تللك الطريق البعيدة الشاقة. وكان عنده رحمه الله من الكلاب السلوقية كلاب جياد، ارسل يوماً الصقور على الغزلان والأرض غب مطر ثقيلة بالوحل، وأنا معه صغير على برذون لي، وخيلهم قد وقفت من الركض في الطين وبرذوني لخفتي عليه مستظهر، وقد صرعت الصقور والكلاب والغزال. فقال لييا أسامة الحق الغزال ونزل أمسك من رجليه إلى أن نجيء ففعلت، ووصل هو يرحمه الله فذبح الغزال ومعه كلبة صفراء جواد يسمونها الحموية وخرج يهرول بها حتى رأت الغزلان، وأرسلها عليها اصطادت غزالاً آخر. وكان رحمه الله مع ثقل جسمه وكبر سنه وأنه لا يزال صائماًيركض نهاره كله. وكان لا يتصيد إلى على الحصان أو اكديش جواد ونحن معه أربعة أولاده نتعب ونكل وهو يضعف لا يكل ولا يتعب ولا يقدر وشاقي ولا صاحب جنيب ولا حامل سلاح يقصر في الركض على الصيد. وكان لي غلام اسمه يوسف معه رمحي ودقتي ويجنب حصاني فلا يركض على الصيد ولا يتعبه، فيحرد الوالد عليه، فعل ذلك مرة بعد مرة. فقال له الغلاميا مولاي ما ينفعك احد من الحاضرين، والعياذ بالله مثل ابنك هذا، فدعني اكون خلفه بحصانه وسلاحه، ان احتجته وجدته، واحسب اني ما أنا معكم فما عاد يلومه ولا ينكر عليه كونه ما يركض على الصيد.

<<  <   >  >>