للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{إنّ هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم}

وأثناء ذلك وفي تلك الحقبة من حياتي، كنت ذات يوم أستذكر دروسي في غرفتي داخل منزل الأسرة الذي يقع خلفه تماماً مسجد، وكنا في شهر رمضان وكانت مكبرات الصوت تعمل من بعد صلاة العشاء خلال صلاة التراويح، وكان صوت الإمام الذي يقرأ القرآن يصل إلى غرفتي..

إنه صوت خافت وجميل كنت أشعر فيه بحلاوة تمس قلبي ولم أكن قد علمت بعد أن هذه التلاوة هي القرآن الكريم.

داخل الكنيسة:

ثم جاءت اللحظة التي شرح الله فيها صدري للإسلام وكان ذلك يوم الأحد بالقداس داخل الكنيسة عندما كنت أقرأ الإنجيل, قبل القداس استعداداً لقراءته على الناس خلال الصلاة.

وأثناء استعدادي سألت نفسي:

هل سأقول ربنا يسوع المسيح؟

أم يسوع المسيح فقط؟

لأنه نبي وليس بإله، ولكن إذا قلت ذلك سوف يدرك الحاضرون أني تجاوزت عن تلك الكلمة، ولكن أيضاً كيف سأخالف ضميري..

وفي النهاية قررت أني سأقرأ الإنجيل كما هو دون تغيير مادمت أمام الناس وأن أجعل هذا التغيير عندما أقرأه بمفردي.

وجاء ميعاد قراءتي للإنجيل خلال القداس..

وبدأت أقرأ بثبات كما هو مكتوب تماماً حتى وقفت عند كلمة: (ربنا يسوع المسيح) .. فأبى لساني أن ينطق بها, ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أتجاوز كلمة (ربنا) خلال القراءة بالكلية، وتعجب القسيس من ذلك الموقف, فأشار إلي بالجلوس فتوقفت عن القراءة ثم جلست ولكننا أكملنا الصلاة بشكل طبيعي، حتى إذا انتهت الصلاة توجهت للغرفة الخاصة بنا..

وهنالك سألني القسيس: لم فعلت ذلك؟

لماذا لم تقرأ الإنجيل كما هو؟

فلم أجبه, وقلت له: إني أريد أن أذهب إلى البيت لأستريح!

وذهبت إلى غرفتي وأنا في غاية الدهشة..

لماذا فعلت ذلك؟ وماذا حدث لي؟

ومنذ ذلك اليوم, وأنا أنام قبل إتمام قراءة الإنجيل يومياً كما كنت معتاداً من ذي قبل، وأصبحت لا أشعر بالراحة لا في صلاة, ولا قراءة ولا حتى الذهاب إلى الكنيسة..

وظللت أتفكر في حالي

<<  <   >  >>