للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهتنا بما هو خير) * وقد يكون أبو أحيحة قد قال ذلك فعلا، ما دامت هناك ملاحظة مماثلة- ربما أكثر خشونة قد صدرت عن هذا الشخص نفسه عند حديثه عن محمد (صلّى الله عليه وسلم) «٤» .

واذا قارنا الروايات المختلفة وحاولنا الفصل بين الحقائق الخارجية (ظواهر النص) المتفقة معا من ناحية، والبواعث أو الدوافع التى أوردها المؤرخون المختلفون لتفسير هذه الحقائق وشرحها من ناحية أخرى، فاننا سنجد على الأقل حقيقتين مؤكدتين. أولاهما، أنه حدث ذات مرة أن قرأ محمد (صلّى الله عليه وسلم) هذه الايات الشيطانية علنا باعتبارها جزا من القران (الكريم) **، ونظن أن هذه القصة لم يخترعها مسلمون متأخرون زمنا ولا نظن أن غير المسلمين قد أقحموها فى التاريخ الاسلامى.


* لم نجد نصا بهذا المعنى فى طبعة الطبرى التى بين أيدينا (دار الكتب العلمية- بيروت) .
(٤) ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج ٤، ص ٦٩، وانظر أيضا ج ١، ٢، ١٤٥، ٢٧.
** أظهرت البحوث المقارنة أن قصة الايات الشيطانية أو ما تعرف بايات الغرانيق قصة موضوعة، ومن أفضل من فندوا هذه الروايات محمد حسين هيكل فى كتابه الشهير حياة محمد، ونورد هنا النص الكامل من كتابه عن هذه القصة: «أقام المسلمون الذين هاجروا الى الحبشة ثلاثة أشهر أسلم أثناءها عمر بن الخطاب. وعلم هؤلاء المهاجرون ما حدث على أثر اسلامه من رجوع قريش عن ايذائها محمدا ومن اتبعه، فعاد كثير منهم فى رواية، وعادوا كلهم فى رواية أخرى الى مكة. فلما بلغوها رأوا قريشا عادت الى ايذاء المسلمين والى الامعان فى عداوتهم أشد مما عرف هؤلاء المهاجرون من قبل، فعاد الى الحبشة من عاد، ودخل مكة من دخل مستخفيا أو بجوار. ويقال: ان الذين عادوا استصحبوا معهم عددا اخر من المسلمين أقاموا بالحبشة الى ما بعد الهجرة والى حين استتباب الأمر للمسلمين بالمدينة. أى داع حفز مسلمى الحبشة الى العودة بعد ثلاثة أشهر من مقامهم بها؟ هنا يرد حديث الغرانيق الذى أورده ابن سعد فى طبقاته الكبرى والطبرى فى تاريخ الرسل

<<  <   >  >>