للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتعرض لاهانات بسيطة، كقيام جيرانه بالقاء القمامة أو الأقذار عند باب بيته، ومن الممكن ان تكون حدة المضايقات قد زادت بعد موت ابى طالب «٣٦» . كما أن تدنى رأسمال أبى بكر رضى الله عنه من ٠٠٠ ر ٤٠ درهم الى ٥٠٠٠ درهم فى الفترة من تحوله للاسلام الى الهجرة «٣٧» ، ربما يرجع للضغط الاقتصادى الذى هدد به أو ب جهل وليس شراء العبيد (لعتقهم) كما ذكر ابن سعد مادام العبد لا يكلف الا حوالى ٤٠٠ درهم «٣٨» . وأكثر الأمثلة وضوحا فى مجال العقاب البدنى، تتضح من معاملة العبيد كبلال بن رباح وعامر بن فهيرة «٣٩» وقريب جدا من هذا رفض العاص بن وائل دفع دين شرعى لخباب ابن الأرت «٤٠» . وحتى النوع الرابع من الاضطهاد (يمكن أن نطلق عليه ممارسة الضغط بما فى ذلك العقاب البدنى) كان يمارسه أعضاء من العشيرة نفسها بل وداخل الأسرة الواحدة، كالأب والعم والأخ الأكبر، ومعاملة أبى جهل لكل من: الوليد بن الوليد، وسلامة بن هشام، وعياش بن أبى ربيعة وغيرهم من أفراد العشيرة نفسها، تعد من الأمثلة المعروفة «٤١» . وان كنا نجد أمثلة أخرى فى صفحات كتاب ابن سعد.

والقسوة التى تعرض لها الحليف عمار بن ياسر وأسرته على يد بنى مخزوم «٤٢» ربما كانت من هذا النوع.

لقد كان اضطهاد المسلمين يكاد يكون من النوع المعتدل. فنظام الأمن (الحماية) كان فاعلا ومطبقا فى مكة متمثلا فى حماية كل عشيرة لأعضائها، مما يمنع تعرض أى مسلم لايذاء العشائر الاخرى بشكل خطير حتى لو كانت عشيرته هو غير راغبة فى الاسلام. فالفشل فى


(٣٦) ابن هشام، ١٨٣، ١٨٥، الطبرى، ١١٩٨ وما بعدها.
(٣٧) ابن سعد، ج ١، ١٢٢.
(٣٨) ابن سعد، ج ١، ٢٧، ٢١.
(٣٩) ابن هشام، ٢٠٥ وما بعدها.
(٤٠) ابن سعد، ج ١، ١١٦.
(٤١) ابن هشام، ٢٠٦ وما بعدها.
(٤٢) ابن هشام، ٢٠٦.

<<  <   >  >>