للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكرة التوحيد. ومرة أخرى نجد أن تورى C.C.Torrey فى كتابه «الأساس اليهودى للاسلام The Jewish foundation of Islam فى مجال سوقه الأدلة لتأكيد فكرته، يقدم الادلة لاثبات العكس، فهو يقول: «ان القران بلغته العربية- كعمل عبقرى يعد انجازا عظيما لرجل عظيم قد قام حقا على أسس كانت سائدة فى شبه الجزيرة العربية (أى اتخذ مادته منها) ، فكل الأسلوب القرانى حتى بما يتضمنه من كلمات أجنبية وأعلام- كان شائعا مألوفا فى مكة قبل ظهوره- أى ظهور القران الكريم» ** «٣» .

وتورى- الى حد ما- يفكر فى المصطلحات الدينية التى كانت شائعة على السنة اليهود المتحدثين باللغة العربية، لكنه من المؤكد أن كثيرا من هذه المصطلحات كان يستخدمها أيضا العرب الخلص. والان، فان وجود الألفاظ لا بد أن يكون دليلا على وجود الأفكار التى تعبر عنها.

على الأقل على نحو أسميه «التوحيد البدائى» أو الفج Vague monotheism وأقصد به التوحيد الذى لا يعبر عنه بممارسات عبادية محددة، والذى لا يكون الوعى فيه كاملا بالفرق بينه وبين الوثنية.

وعلى هذا فالعلم الصحيح، وكذلك النزاهة اللاهوتية التى ينبغى أن يتحلى بها المؤرخ تقتضى أن القضية المطروحة عن تأثير الأفكار اليهودية


* من الواضح أن المسلمين وعددا من غير المسلمين يؤمنون أن القران الكريم لا يمكن أن يكون الا من عند الله سبحانه، وقد أورد منتجمرى وات فى كتابه Islamic revelation in the Modern World أن بعض المذاهب المسيحية باتت مقتنعة أن القران الكريم وحى، وذهب وات فى كتابه هذا أن الاسلام هو دين المستقبل. ترجم هذا الكتاب للعربية فى سلسلة الألف كتاب الثانى (الهيئة المصرية العامة للكتاب) .
** العبارة الانجليزية Before he appeared on Scene: والمقصود طبعا كما يفهم المسلمون (قبل نزوله) .
JRAS ,١٩٢٥ ,pp. ٤١٧ -٤٩. (٣) خاصة ٤٣٤ وما بعدها.

<<  <   >  >>