[التّنبيه الثّاني: في الفوائد المقصودة: من جمع شمائله صلّى الله عليه وسلّم]
التّنبيه الثّاني: في الفوائد ...
على سبيل المجاز) ، ولكلّ من الصورتين أوصاف حسنة وقبيحة، والثواب والعقاب يتعلّقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلّقان بأوصاف الصورة الظاهرة، ولهذا تكرّرت الأحاديث في مدح حسن الخلق في غير موضع. كقوله:
«أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا» . وقوله:«إنّ العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصّائم القائم» ، وقوله:«بعثت، لأتمّم مكارم الأخلاق» . وكذلك جاءت في ذمّ سوء الخلق أيضا أحاديث كثيرة، (فاعلم ذلك) والله يتولّى هداك.
فائدة: قال الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى: الأحاديث التي فيها صفة النبي صلّى الله عليه وسلم داخلة في قسم المرفوع بالاتفاق، مع أنّها ليست قولا له صلّى الله عليه وسلم، ولا فعلا، ولا تقريرا. انتهى.
(التّنبيه الثّاني: في) بيان (الفوائد) جمع فائدة؛ وهي- لغة-: ما استفدته من علم، أو مال، أو غيرهما؛ كجاه، واصطلاحا-: المصلحة المترتّبة على الفعل من حيث إنّها ثمرته ونتيجته. وأما من حيث إنّها في طرف الفعل: فتسمّى «غاية» . فالفائدة والغاية متّحدان ذاتا؛ مختلفان اعتبارا، كما أن العلّة والغرض كذلك. فالعلّة: هي المصلحة المترتبة على الفعل من حيث إنّها باعثة للفاعل على الفعل، وأما من حيث إنّها مقصودة للفاعل من الفعل؛ فتسمى «غرضا» .
والفائدة والغاية أعمّ من العلّة والغرض عموما مطلقا، فتجتمع الأربعة فيما لو حفر بقصد الماء وبعد تمام الحفر ظهر الماء، فإنّ هذا الماء يسمّى «فائدة» من حيث إنّه نتيجة الحفر، ويسمّى «غاية» من حيث إنه في طرف الحفر، ويسمّى «علّة» من حيث إنّه باعث على الحفر، ويسمّى «غرضا» من حيث إنّه مقصود من الحفر.
فاختلفت العبارات باختلاف الاعتبارات، وقد يوجد الأوّلان- أي: الفائدة