ليس الغنى الحقيقي هو كثرة العرض والمال، بل هو غنى النّفس وقنعها بما قسم لها، فيستغني بما حصل له، لعلمه بأنّه لم يتغيّر، فهذا هو الغنى المحمود المعتبر.
(والفقر فقر النّفس» ) ؛ لأنّه كلّما حصل على شيء طلب غيره ... وهلمّ جرّا، فنفسه فقيرة أبدا حتى يجذبه ملك الموت بخياشيمه، ويقبض روحه من جسده وهو على تلك الحالة الخبيثة الرّديئة، من غير استعداد للموت ولا تأهّب له، فكان كالّذي يأكل ولا يشبع.
والحديث أخرجه الدّيلمي بلا سند؛ عن أنس رفعه، ورواه العسكري؛ عن أبي ذرّ، في حديث أوّله:«يا أبا ذرّ؛ أترى أنّ كثرة المال هو الغنى!! إنّما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب» .
وفي النّجم: وروى النّسائي وابن حبّان وابن عساكر؛ عن أبي ذرّ:
«يا أبا ذرّ؛ أترى كثرة المال هو الغنى!! إنّما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب، من كان الغنى في قلبه؛ فلا يضرّه ما لقي من الدّنيا، ومن كان فقره في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدّنيا، وإنّما يضرّ نفسه شحّها» . انتهى.
وصدر الحديث رواه البخاريّ ومسلم؛ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا. انتهى «كشف الخفاء» للعجلوني.