وهذا شرّ من ذاك أصله: أشرّ؛ بالألف على «أفعل» ، واستعمال الأصل لغة لبني عامر. قال ابن مالك في «الكافية» :
وغالبا أغناهم خير وشر ... عن قولهم أخير منه وأشر
وقرئ شاذا: مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ [٢٦/ القمر] على هذه اللغة.
(صدقة» ) معنى ذلك: أن من ترك الشرّ وترك أذى الناس فكأنّه تصدّق عليهم، وعلم من ذلك أن فضل ترك الشرّ كفضل الصّدقة؛ أي: في الجملة.
والحديث ذكره في «المواهب» بغير عزو.
٨٥- ( «تعرّف) - بالمثناة الفوقية وتشديد الراء المفتوحتين- أي: تحبب وتقرّب (إلى الله) تعالى بطاعته والشكر على سابغ نعمته، والصّبر تحت مرّ أقضيته، وصدق الالتجاء الخالص قبل نزول بليّته (في الرّخاء) ؛ أي: في حالة الغنى وصحة البدن والأمن، فالتّعرف في حال الغنى بالصّدقات ونفع الناس بماله، والتعرف في حال الصّحة بالعبادات، والتعرف في حالة الأمن بالاشتغال بموالاته تعالى؛ لخلوّ ذهنه عن العدوّ والخوف، فإن فعلت ذلك (يعرفك في الشّدّة) بتفريجها عنك، وجعله لك من كلّ ضيق مخرجا، ومن كلّ همّ فرجا بما سلف من ذلك التعرّف؛ فإذا تعرّفت إليه في الاختيار جازاك به عند الاضطرار بمدد توفيقه