(حرف الهمزة) ؛ أي: هذا باب الأحاديث المبدوءة بحرف الهمزة، وصدّرها بحديث «أوتيت جوامع الكلم» !! لما فيه من المناسبة للفصل الذي عقده، إذ تضمّن ذلك الحديث براعة الاستهلال، وحسن المطلع، وهي أن يأتي المتكلم في طالعة كلامه بما يشعر بمقصوده.
ومراد المصنف التنويه بفصاحته صلى الله عليه وسلّم بذكر شيء من جوامع كلمه الدّالة على أنّه صلى الله عليه وسلّم أحرز قصب السبق في مضمار الفصاحة والبلاغة مع ملاحظة ما اشتملت عليه تلك الأحاديث من الأحكام ومكارم الأخلاق المطلوب من الشخص التخلّق بها والعمل بما فيها، كيما يتمّ له الاقتداء بالنبيّ صلى الله عليه وسلّم في أفعاله وأقواله وأخلاقه الذي هو موضوع الكتاب، فرحم الله المصنف رحمة واسعة، وجمعنا به في مستقرّ رحمته بمنّه وكرمه. آمين.
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ١- «أوتيت جوامع الكلم) واختصر لي الكلام اختصارا» رواه العسكري في «الأمثال» عن جعفر بن محمد، عن أبيه مرسلا بهذا اللفظ، لكن في سنده من لا يعرف.
ورواه الديلمي بلا سند عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما رفعه بلفظ:
«أعطيت جوامع الكلم واختصر لي الكلام اختصارا.
ورواه الشيخان لكن بلفظ: «بعثت بجوامع الكلم» .
وفي خبر آخر رواه أحمد:«أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه» .
وروى البيهقي عن عمر بن الخطاب أنّه مرّ برجل يقرأ كتابا من التوراة فذكر